عاصم بن عدي فقال: انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وأحرقاه ففعلا.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم يخدج فبنوا مسجد النفاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدج: ويلك ما أردت إلى ما أرى فقال: يا رسول الله ما أردت إلا الحسنى فأنزل الله الآية.
وأخرج ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن العباس قال: إن أناسا من الأنصار ابتنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر: ابتنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فانى ذاهب إلى قيصر ملك الروم فأتي بجند من الروم فأخرج محمدا وأصحابه فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له:
لقد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه فأنزل الله: * (لا تقم فيه أبدا) * [108].
وأخرج الواحدي عن سعد بن أبي وقاص قال: إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء لأبي عامر الراهب إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا قد بنينا مسجدا فصل فيه فنزلت: * (لا تقم فيه أبدا *.
وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) * [108]. قال: كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم.
(ك) وأخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه: أن هذه الآية نزلت في أهل قباء كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط: * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) * [108] الآية.