(ك) وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قباء فنزلت فيهم: * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) *.
قوله تعالى: * (إن الله اشترى) * [111] الآية. أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: قال عبد الله بن رواحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم اشترط لربك ولنفسك ما شئت؟ قال: اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: الجنة قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت: * (ان الله اشترى المؤمنين أنفسهم) *.
قوله تعالى: * (ما كان للنبي) * [113] الآية. أخرج الشيخان من طريق سعيد ابن المسيب عن أبيه قال: لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى آخر شئ كلمهم به هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فنزلت: * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) * الآية وأنزل في أبي طالب: * (إنك لا تهدي من أحببت) * [القصص: 56] الآية، وظاهر هذا أن الآية نزلت بمكة.
(ك) وأخرج الترمذي وحسنة الحاكم عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت: * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) * [113].
وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل وغيرهما عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكيت لبكائه فقال: إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء