ثعلبة ابن حاطب قال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا قال: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه قال: والله لئن أتاني الله مالا لأوتين كل ذي حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت حتى ضاقت عليه أزقة المدينة فتنحى بها وكان يشهد الصلاة ثم يخرج إليها ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها فكان يشهد الجمعة ثم يخرج إليها ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات ثم أنزل الله على رسوله * (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) * [103] فاستعمل على الصدقات رجلين وكتب لهما كتابا فأتيا ثعلبة فأقرأه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انطلقا إلى الناس فإذا فرغتم فمروا بي ففعلا فقال: ما هذه إلا أخت الجزية فانطلقا فانزل الله: * (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) * إلى قوله: * (يكذبون) * [77] الآية. واخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه.
قوله تعالى: * (الذين يلزمون المطوعين) * [79] الآية. روى الشيخان عن أبي مسعود قال: لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشئ كثير فقالوا: مراء وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا: ان الله لغني عن صدقة هذا فنزل: * (الذين يلمزون المطوعين) * الآية وورد نحو هذا من حديث أبي هريرة وأبي عقيل وأبي سعيد الخدري وابن عباس وعميرة بنت سهيل بن رافع أخرجها كلها ابن مردويه.
(ك) قوله تعالى: * (فرح المخلفون) * [81] الآية أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن ينبعثوا معه وذلك في الصيف فقال رجال: يا رسول الله الحر شديد ولا نستطيع الخروج فلا تنفر في الحر فأنزل الله: * (قل نار جهنم أشد حرا) * [81] الآية.
وأخرج عن محمد بن كعب القرظي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد إلى تبوك فقال رجل من بني سلمة: لا تنفروا في الحر فأنزل الله: * (قل نار جهنم أشد حرا) * الآية.