(123) * (ثم أوحينا إليك) * يا محمد * (أن اتبع ملة) * دين * (إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) * كرر ردا على زعم اليهود والنصارى أنهم على دينه. (124) * (إنما جعل السبت) * فرض تعظيمه * (على الذين اختلفوا فيه) * على نبيهم، وهم اليهود أمروا أن يتفرغوا للعبادة يوم الجمعة فقالوا: لا نريده واختاروا السبت فشدد عليهم فيه * (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمره بأن يثيب الطائع ويعذب العاصي بانتهاك حرمته.
(125) * (ادع) * الناس يا محمد * (إلى سبيل ربك) * دينه * (بالحكمة) * بالقرآن * (والموعظة الحسنة) * مواعظه أو القول الرقيق * (وجادلهم بالتي) * أي بالمجادلة التي * (هي أحسن) * كالدعاء إلى الله بآياته والدعاء إلى حججه * (إن ربك هو أعلم) * أي عالم * (بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) * فيجازيهم وهذا قبل الامر بالقتال ونزل لما قتل حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم وقد رآه: لأمثلن بسبعين منهم مكانك:
(126) * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم) * عن الانتقام * (لهو) * أي الصبر * (خير للصابرين) * فكف صلى الله عليه وسلم وكفر عن يمينه رواه البزاز.
(127) * (واصبر وما صبرك إلا بالله) * بتوفيقه * (ولا تحزن عليهم) * أي الكفار إن لم يؤمنوا لحرصك على إيمانهم * (ولا تك في ضيق مما يمكرون) * أي لا تهتم بمكرهم فأنا ناصرك عليهم.
(128) * (إن الله مع الذين اتقوا) * الكفر والمعاصي * (والذين هم محسنون) * بالطاعة والصبر، بالعون والنصر.
____________________
بداء وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة فمرض فأوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه إنا وعدي بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا: ما ترك غير هذا وما دفع إلينا