3 - كتاب البرهان وكتاب البرهان في علوم القرآن من الكتب العتيدة التي جمدت عصارة أقوال المتقدمين، وصفوة آراء العلماء المحققين; حول القرآن الكريم، وكتاب الله الخالد; كسره على سبعة وأربعين نوعا; كل نوع يدور حول موضوع خاص من علوم القرآن ومباحثه; يستأهل كل نوع ان يكون موضوعا خاص; حاول في كل موضوع ان يؤرخ له; ويحصى الكتب التي ألفت فيه; ويشير إلى العلماء الذين تدارسوه; فأشبع الفصول، وجمع أشتات المسائل; و ضم أقوال المفسرين والمحدثين، إلى مباحث الفقهاء والأصوليين; إلى قضايا المتكلمين وأصحاب الجدل; إلى مسائل العربية وآراء أرباب الفصاحة والبيان; فجاء كما شاء الله كتابا فريدا في فنه; شريفا في أغراضه، مع سداد المنهج، وعذوبة المورد; وغزارة المادة، بعيدا عن التعمية واللبس; نائيا عن الحشو والفضول.
ولكن هذا الكتاب لم يكن معروفا عند الباحثين; ولا متداولا بين الطلاب والدارسين; عدا قلة من المشغوفين بمعرفة النوادر ورواد المكتبات; شأنه شأن الكثير من كتب الزركشي على عظيم خطرها، وجلالة موضوعاتها، ومقدار غنائها ونفعها; حتى جاء جلال الدين السيوطي ووضع كتابه الإتقان، فدل الناس في مقدمته عليه، وأشاد به; وعده أصلا من الأصول التي بنى عليها كتابه; وتأسى طريقته; وتقيل مذهبه; وسار في الدرب الذي رسمه; ونقل كثيرا من فصوله; مرة معزوة إليه; ومرة بدون عزو; وإن كان فيما نقل عنه اقتضب الكلام اقتضابا; واختصره اختصارا; وبهذا ظفر كتاب الإتقان بمنزلة مرموقة عند العلماء; وغدا مرجعا للباحثين حقبة من