صلى الله عليه وسلم قال: " استكثروا من الباقيات الصالحات) قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: [المسألة. قيل وما هي يا رسول الله؟ قال (1):] " التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا باله ". صححه أبو محمد عبد الحق رحمه الله.
وروى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا فخرطه حتى سقط ورقه وقال: " إن المسلم إذا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تحاتت خطاياه كما تحات هذا خذهن إليك أبا الدرداء قبل أن يحال بينك وبينهن فإنهن من كنوز الجنة وصفايا الكلام وهن الباقيات الصالحات ". ذكره الثعلبي، وخرجه ابن ماجة بمعناه من حديث أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يعنى يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها ". وأخرجه الترمذي من حديث الأعمش عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورقة فضربها بعصاه فتناثر الورق فقال: " إن الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة ". قال: هذا حديث غريب ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس، ولا أنه قد رآه ونظر إليه. وخرج الترمذي أيضا عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسرى بي فقال يا محمد أقرئ أمتك منى السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " قال: حديث حسن غريب، خرجه الماوردي بمعناه.
وفيه - فقلت: ما غراس الجنة؟ قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله ". وخرج ابن ماجة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال: " يا أبا هريرة ما الذي تغرس "؟ قلت غراسا. قال: " ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ". وقد قيل: إن الباقيات الصالحات هي النيات والهمات، لان بها تقبل الأعمال وترفع، قال الحسن. وقال عبيد بن عمير: هن البنات، يدل عليه أوائل، الآية، قال الله تعالى: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ثم قال " والباقيات الصالحات " يعنى البنات الصالحات هن عند الله لآبائهن خير ثوابا،