الجنتين. قال: وفى قراءة عبد الله " كل الجنتين أتى أكله ". والمعنى على هذا عند الفراء:
كل شئ من الجنتين آتي أكله. والاكل (بضم الهمزة) ثمر النخل والشجر. وكل ما يؤكل فهو أكل، ومنه قوله تعالى: " أكلها دائم " وقد تقدم. (1) (ولم تظلم منه شيئا) أي لم تنقص.
قوله تعالى: (وفجرنا خلالهما نهرا) أي أجرينا وشققنا وسط الجنتين بنهر. (وكان له ثمر) قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق " ثمر " بفتح الثاء والميم، وكذلك قوله " وأحيط بثمره " جمع ثمرة. قال الجوهري: الثمرة واحدة الثمر والثمرات، وجمع الثمر ثمار، مثل جبل وجبال. قال الفراء: وجمع الثمار ثمر، مئل كتاب وكتب، وجمع الثمر أثمار، مثل أعناق وعنق. والثمر أيضا المال المثمر، يخفف ويثقل. وقرأ أبو عمرو " وكان له ثمر " بضم الثاء وإسكان الميم، وفسره بأنواع المال. والباقون بضمها في الحرفين. قال ابن عباس: ذهب وفضة وأموال. وقد مضى في " الانعام " نحو هذا مبينا. ذكر النحاس:
حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال [أخبرنا (3)] هارون قال حدثني أبان عن ثعلب عن الأعمش أن الحجاج قال:
لو سمعت أحدا يقرأ " وكان له ثمر " لقطعت لسانه، فقلت للأعمش: أتأخذ بذلك؟ فقال:
لا! ولا نعمة عين (4). فكان يقرأ " ثمر " ويأخذه من جمع الثمر. قال النحاس: فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار، ثم جمع ثمار على ثمر، وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم، لان قوله " كلتا الجنتين آتت أكلها " يدل على أن له ثمرا.
قوله تعالى: (فقال لصاحبه وهو يحاوره) أي يراجعه في الكلام ويجاوبه. والمحاورة المجاوبة، والتحاور التجاوب. ويقال: كلمته فما أحار إلي جوابا، وما رجع إلي حويرا ولا حويرة ولا محورة ولا حوارا، أي ما رد جوابا. (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) النفر:
الرهط وهو ما دون العشرة. وأراد ها هنا الاتباع والخدم والولد، حسبما تقدم بيانه.