للمبالغة، جمع عابد أيضا، كعامل وعمال، وضارب وضراب. وذكر محبوب أن البصريين قرءوا: (وعباد الطاغوت) جمع عابد أيضا، كقائم وقيام، ويجوز أن يكون جمع عبد. وقرأ أبو جعفر الرؤاسي (1) (وعبد الطاغوت) على المفعول، والتقدير: وعبد الطاغوت فيهم.
وقرأ عون العقيلي وابن بريدة: (2) (وعابد الطاغوت) على التوحيد، وهو يؤدي عن جماعة.
وقرأ ابن مسعود أيضا (وعبد (3) الطاغوت) وعنه أيضا [وأبي] (4) (وعبدت الطاغوت) على تأنيث الجماعة، كما قال تعالى: (قالت الاعراب) (5) [الحجرات: 14] وقرأ عبيد بن عمير: (وأعبد الطاغوت) مثل كلب وأكلب. فهذه اثنا عشر وجها.
قوله تعالى: " أولئك شر مكانا " لان مكانهم النار، وأما المؤمنون فلا شر في مكانهم.
وقال الزجاج: أولئك شر مكانا على قولكم. النحاس: ومن أحسن ما قيل فيه: أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا في الآخرة من مكانكم في الدنيا لما لحقكم من الشر. وقيل: أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا من الذين نقموا عليكم. وقيل: أولئك الذين نقموا عليكم شر مكانا من الذين لعنهم الله. ولما نزلت هذه الآية قال المسلمون لهم: يا إخوة القردة والخنازير فنكسوا رؤوسهم افتضاحا، وفيهم يقول الشاعر:
فلعنة الله على اليهود * إن اليهود إخوة القرود قوله تعالى: وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون (61) وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون (62) لولا ينههم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون (63)