" هود ". وقاله وهب بن منبه أيضا. وذكر المهدوي قال المفسرون: إن " التوراة " افتتحت بقوله: " الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض " [الانعام: 1] الآية وختمت بقوله:
" الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك " (1) [الاسراء: 111] إلى آخر الآية. وذكر الثعلبي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ ثلاث آيات من أول سورة " الانعام " إلى قوله: " ويعلم ما تكسبون " [الانعام: 3] وكل الله به أربعين ألف ملك يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة وينزل ملك من السماء السابعة ومعه مرزبة (2) من حديد، فإذا أراد الشيطان أن يوسوس له أو يوحي في قلبه شيئا ضربه ضربة فيكون بينه وبينه سبعون حجابا فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى: " امش في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي وكل من ثمار جنتي واشرب من ماء الكوثر واغتسل من ماء السلسبيل فأنت عبدي وأنا ربك ". وفي البخاري عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة " الانعام " " قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم " إلى قوله: " وما كانوا مهتدين " (3) [الانعام: 140].
تنبيه - قال العلماء: هذه السورة أصل (4) في محاجة المشركين وغيرهم من المبتدعين ومن كذب بالبعث والنشور وهذا يقتضي إنزالها جملة واحدة لأنها في معنى واحد من الحجة وإن تصرف ذلك بوجوه كثيرة وعليها بنى المتكلمون أصول الدين لان فيها آيات بينات ترد على القدرية دون السور التي تذكر والمذكورات وسنزيد (5) ذلك بيانا إن شاء الله بحول الله تعالى [وعونه] (6).
قوله تعالى: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (1) فيه خمس مسائل.