رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا غفر له ما تقدم من ذنبه).
العاشرة - وأما فضل الاذان والمؤذن فقد جاءت فيه أيضا آثار صحاح، منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين) الحديث. وحسبك أنه شعار الاسلام، وعلم على الايمان كما تقدم. وأما المؤذن فروى مسلم عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة). وهذه إشارة إلى الامن من هول ذلك اليوم. والله أعلم. والعرب تكني بطول العنق عن أشراف القوم وساداتهم، كما قال قائلهم: (1) * طوال (2) أنضية الأعناق واللمم * وفي الموطأ عن أبي سعيد الخدري سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شئ إلا شهد له يوم القيامة). وفي سنن ابن ماجة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أذن محتسبا سبع سنين كتبت له براءة من النار) وفيه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة ولكل إقامة ثلاثون حسنة).
قال أبو حاتم: هذا الاسناد منكر والحديث صحيح. وعن عثمان بن أبي العاص قال: كان آخر ما عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أتخذ مؤذنا يأخذ على أذانه أجرا) حديث ثابت.
الحادية عشرة - واختلفوا في أخذ الأجرة على الاذان، فكره ذلك القاسم (3) بن عبد الرحمن وأصحاب الرأي، ورخص فيه مالك، وقال: لا بأس به. وقال الأوزاعي: ذلك مكروه،