وتقريع. وقرئ (أئنكم) بهمزتين على الأصل. وإن خففت الثانية قلت: (أئنكم).
وروى الأصمعي عن أبي عمرو ونافع (أئنكم)، وهذه لغة معروفة، تجعل بين الهمزتين ألف كراهة لالتقائهما، قال الشاعر:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا آأنت أم أم سالم ومن قرأ " إنكم " على الخبر فعلى أنه قد حقق عليهم شركهم. وقال: " آلهة أخرى " ولم يقل:
(أخر)، قال الفراء: لان الآلهة جمع والجمع يقع عليه التأنيث، ومنه قوله: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " (2) [طه: 51]، وقوله: " فما بال القرون الأولى " (3) [طه: 51] ولو قال: الأول والآخر صح أيضا.
(4) (قل لا أشهد) أي فأنا لا أشهد معكم فحذف لدلالة الكلام عليه ونظيره " فإن شهدوا فلا تشهد معهم " (5) [الانعام: 150].
قوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) قوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب). يريد اليهود والنصارى الذين عرفوا وعاندوا وقد تقدم معناه في (البقرة) (6). و (الذين) في موضع رفع بالابتداء. " يعرفونه " في موضع الخبر، أي يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم، عن الحسن وقتادة، وهو قول الزجاج. وقيل:
يعود على الكتاب، أي يعرفونه على ما يدل عليه، أي على الصفة التي هو بها من دلالته على صحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وآله. " الذين خسروا أنفسهم " في موضع النعت، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره " فهم لا يؤمنون ".
قوله تعالى: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون (21) ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون (22)