ما أكل على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم، خرجه مسلم وغيره. وعن عائشة رضي الله عنها - قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تصلي الملائكة على الرجل ما دامت مائدته موضوعة] خرجه الثقات وقيل: إن المائدة كل شئ يمد ويبسط مثل المنديل والثوب وكان من حقه أن تكون مادة الدال مضعفة فجعلوا إحدى الدالين ياء فقيل: مائدة، والفعل واقع به فكان ينبغي أن تكون ممدودة ولكن خرجت في اللغة مخرج فاعل كما قالوا:
سر كاتم وهو مكتوم وعيشة راضية وهي مرضية وكذلك خرج في اللغة ما هو فاعل على مخرج مفعول فقالوا: رجل مشئوم وإنما هو شائم وحجاب مستور وإنما هو ساتر قال فالخوان هو المرتفع عن الأرض بقوائمه والمائدة ما مد وبسط (1) والسفرة ما أسفر عما في جوفه وذلك لأنها مضمومة بمعاليقها وعن الحسن قال: الاكل على الخوان فعل الملوك وعلى المنديل فعل العجم وعلى السفرة فعل العرب وهو السنة [والله أعلم] (2).
قوله تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله). اختلف في وقت هذه المقالة فقال قتادة وابن جريج وأكثر المفسرين:
إنما يقال له هذا يوم القيامة. وقال السدي وقطرب. قال له ذلك حين رفعه إلى السماء وقالت النصارى فيه ما قالت، واحتجوا بقوله: " إن تعذبهم فإنهم عبادك " [المائدة: 118] فإن " إذ " في كلام العرب لما مضى. والأول أصح يدل عليه ما قبله من قوله: " يوم يجمع الله الرسل " [المائدة: 109] الآية