توليتم عن تنزيل الله جل ثناؤه، وفارقتم أحكام كتابه، وأدبرتم عن محمد (ص) وعما جاءكم به أن تفسدوا في الأرض يقول: أن تعصوا الله في الأرض، فتكفروا به، وتسفكوا فيها الدماء وتقطعوا أرحامكم وتعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتت والتفرق بعد ما قد جمعكم الله بالاسلام، وألف به بين قلوبكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24302 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: فهل عسيتم إن توليتم... الآية. يقول: فهل عسيتم كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله، ألم يسفكوا الدم الحرام، وقطعوا الأرحام، وعصوا الرحمن.
24303 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم قال: فعلوا.
24304 - حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال:
أخبرنا محمد بن جعفر وسليمان بن بلال، قالا: ثنا معاوية بن أبي المزرد المديني، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول الله (ص) أنه قال: خلق الله الخلق، فلما فرغ منهم تعلقت الرحم بحقو الرحمن فقال مه: فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال:
أفما ترضين أن أقطع من قطعك، وأصل من وصلك؟ قالت: نعم، قال: فذلك لك.
قال سليمان في حديثه: قال أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم وقد تأوله بعضهم: فهل عسيتم إن توليتم أمور