حجاب قال: بلغنا أنهن أمرن بالحجاب عند ذلك.
وقوله: إن ذلكم كان يؤذي النبي. يقول: إن دخولكم بيوت النبي من غير أن يؤذن لكم، وجلوسكم فيها مستأنسين للحديث بعد فراغكم من أكل الطعام الذي دعيتم له، كان يؤذي النبي، فيستحي منكم أن يخرجكم منها إذا قعدتم فيها للحديث بعد الفراغ من الطعام، أو يمنعكم من الدخول إذا دخلتم بغير إذن مع كراهيته لذلك منكم والله لا يستحي من الحق أن يتبين لكم، وإن استحيا نبيكم فلم يبين لكم كراهية ذلك حياء منكم وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب يقول: وإذا سألتم أزواج رسول الله (ص) ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعا فاسألوهن من وراء حجاب يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن، ولا تدخلوا عليهن بيوتهن ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن يقول تعالى ذكره: سؤالكم إياهن المتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن من عوارض العين فيها التي تعرض في صدور الرجال من أمر النساء، وفي صدور النساء من أمر الرجال، وأحرى من أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل.
وقد قيل: إن سبب أمر الله النساء بالحجاب، إنما كان من أجل أن رجلا كان يأكل مع رسول الله (ص) وعائشة معهما، فأصابت يدها يد الرجل، فكره ذلك رسول الله (ص). ذكر من قال ذلك:
21836 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن ليث، عن مجاهد أن رسول الله (ص) كان يطعم ومعه بعض أصحابه، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة، فكره ذلك رسول الله (ص)، فنزلت آية الحجاب.
وقيل: نزلت من أجل مسألة عمر رسول الله (ص). ذكر من قال ذلك:
21837 حدثنا أبو كريب ويعقوب، قالا: ثنا هشيم، قال: ثنا حميد الطويل، عن أنس، قال: قال عمر بن الخطاب: قلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن؟ قال: فنزلت آية الحجاب.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا حميد، عن أنس، عن النبي (ص) بنحوه.
21838 حدثني أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثني عمرو بن عبد الله بن وهب،