وفي الظروف المحيطة به والقرائن الحالية التي اقترنت بنزوله، فهو يعرف في أي وقت نزلت وفي أي الاشخاص والجماعات، ولأجل أي غرض أو هدف.
وحتى أولئك الذين يرون صحة الرجوع إلى القياس وغيره من الأدلة الظنية انما يصح ذلك في رأيهم أو يقولون بحجية هذه الأدلة إذا فقدوا الدليل والنص على الحكم الشرعي والمعرفة الاسلامية، أي (إذا انسد باب العلم) إلى هذه الحقائق كما يعبر الأصوليون.
وأما إذا كانت الفرصة قائمة وموجودة للوصول إلى الحكم الشرعي والمعرفة، من خلال طريق العلم ووسائل الاثبات اليقينية فلا يصح ذلك بالاجماع.
وهذا ما عناه وأكده أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الروايات الكثيرة وهو الذي كان سببا رئيسا في هذا القدر من الانكار والاستنكار على مدرسة الرأي.
والايمان بصحة هذا الامر هو الذي دعا جماعة كبيرة من كبار فقهاء الجمهور في عصور الأئمة المختلفة للرجوع إلى أهل البيت (عليهم السلام) من أجل أن يعرفوا هذه الحقائق اليقينية، وتأثروا بهم في مختلف مجالات المعرفة وخصوصا في التفسير (1).
وهنا نشير إلى بعض الروايات التي تعكس هذا التصور والفهم للموقف من قبل أهل البيت (عليهم السلام):
1 - الرواية التي رواها ثقة الاسلام الكليني وكذلك الصدوق في العقائد عن سليم بن قيس والتي تقدمت الإشارة إليها في هذا الموضوع.
2 - ما رواه ثقة الاسلام الكليني بسند صحيح عن أبي الصباح (الكناني) قال:
والله قال لي جعفر بن محمد (عليهما السلام): إن الله علم نبيه (صلى الله عليه وآله) التنزيل والتأويل، فعلمه