كالأواني المتساوية الصفات إلي صنعت في معمل واحد، في شكل واحد، وعلى وتيرة واحدة، وبحجم واحد، ولغاية واحدة في الاستعمال، ولو كانوا كذلك لما أمكنهم التعايش بعضهم مع البعض الآخر يوما واحدا.
وأيضا ليس الناس من قبيل أجهزة وأدوات سيارة نظمها مهندسا على هيئة ما، فهي تقوم بعملها بصورة إجبارية، بل لديهم حرية الإرادة، وعليهم مسؤولية وواجب في نفس الوقت الذي تختلف فيه قابلياتهم ولياقاتهم، وهذا هو المركب الخاص الذي يسمونه الإنسان، والاعتراضات والإيرادات التي تطرح غالبا تنبع من عدم معرفة هذا الإنسان.
وخلاصة القول: إن الله سبحانه لم يفضل أي إنسان على الآخرين من كل الجهات، بل إن جملة: رفع بعضهم فوق بعض درجات إشارة إلى الامتيازات التي تمتاز بها كل جماعة على الجماعة الأخرى، وتسخير كل فئة لأخرى واستخدامها لها نابع من هذه الامتيازات تماما، وهذا عين العدالة والتدبير والحكمة (1).
* * *