والمنصرف تماما عن التفكير في أي قلق أو ترقب، والغارق في السرور والسعادة والنشاط بشكل لا يترك أي مجال للغم والحسرة أن تعكر عليه صفوه، وحتى أنه ينسى تماما هول قيام القيامة والحضور في محكمة العدل الإلهية، تلك المواقف التي لولا نسيانها فإنها حتما ستلقي بظلالها الثقيلة من الغم والقلق على القلب، وبناء على ذلك فإن أحد الآثار المترتبة على انشغال الذهن بالنعمة هو نسيان أهوال المحشر (1).
وبعد التعرض إلى نعمة الطمأنينة وراحة البال التي هي أساس جميع النعم الأخرى وشرط الاستفادة من جميع المواهب والنعم الإلهية الأخرى، ينتقل إلى ذكر بقية النعم فيقول تعالى: هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون (2).
" أزواج " تشير إلى الزوجة التي يعطيها الله في الجنة، أو الزوجة المؤمنة التي كانت معه في الدنيا.
وأما ما احتمله البعض من أنها بمعنى " النظائر " كما في الآية - 22 سورة الصافات احشروا الذين ظلموا وأزواجهم الآية فيبدو بعيدا. خصوصا أن (أرائك) جمع " أريكة " وهي الحجلة على السرير. كما يقول أرباب اللغة (3).
التعبير ب " ظلال " إشارة إلى أن أشجار الجنة تظلل الأسرة والتخوت التي يجلس عليها المؤمنون في الجنة، أو إشارة إلى ظلال قصورهم، وكل ذلك يدلل على وجود الشمس هناك، ولكنها ليست شمسا مؤذية، نعم فإن لهم في ذلك الظل