بأنهم ثاروا عليه وقتلوه.
نعم فإن حديثه المثير والباعث على الحماس والملئ بالاستدلالات القوية الدامغة، واللفتات الخاصة والنافذة إلى القلب، ليس لم يكن لها الأثر الإيجابي في تلك القلوب السوداء المليئة بالمكر والغرور فحسب، بل إنها على العكس أثارت فيها الحقد والبغضاء وسعرت فيها نار العداوة، بحيث أنهم نهضوا إلى ذلك الرجل الشجاع وقتلوه بمنتهى القسوة والغلظة. وقيل إنهم رموه بالحجارة، وهو يقول:
اللهم اهد قومي، حتى قتلوه (1).
وفي رواية أخرى أنهم وطؤوه بأرجلهم حتى مات (2).
ولقد أوضح القرآن الكريم هذه الحقيقة بعبارة جميلة مختصرة هي قيل ادخل الجنة وهذا التعبير ورد في خصوص شهداء طريق الحق في آيات أخرى من القرآن الكريم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. (3) والجدير بالذكر والملاحظة أن هذا التعبير يدلل على أن دخوله الجنة كان مقترنا باستشهاده شهادة هذا الرجل المؤمن، بحيث أن الفاصلة بين الاثنين قليلة إلى درجة أن القرآن المجيد بتعبيره اللطيف ذكر دخوله الجنة بدلا عن شهادته، فما أقرب طريق الشهداء إلى السعادة الدائمة!!
وواضح أن المقصود من الجنة هنا، هي (جنة البرزخ) لأنه يستفاد من الآيات ومن الروايات أن الجنة الخالدة في يوم القيامة ستكون نصيب المؤمنين، كما أن جهنم ستكون نصيب المجرمين.
وعليه فإن هناك جنة وجهنم اخريين في عالم البرزخ، وهما نموذج من جنة وجهنم يوم القيامة، فقد ورد عن أمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة والسلام