رجل قوي ذو سلطة وهيمنة!
وقد جاء في حديث عن " حذيفة بن اليمان " عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصف هذه الدابة قوله: " لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب، فتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر بين عينيه ويكتب بين عينيه كافر، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان " (1).
وقد طبق هذا المفهوم في روايات كثيرة على " أمير المؤمنين " (عليه السلام) ففي تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن رجلا قال لعمار بن ياسر: في القرآن آية شغلت بالي وجعلتني في شك قال عمار: أية آية هي؟ قال: آية وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون فيقول عمار: والله لا أجلس على الأرض ولا آكل طعاما ولا أشرب ماء حتى أريكها. ثم يأخذه عمار إلى الإمام علي، وهو يأكل طعاما فلما بصر به الإمام علي ناداه فجاء عمار عنده وأكل معه!.
فتعجب الرجل ولم يصدق هذا المشهد، إذ كان عمار قد حلف ووعده أن لا يجلس على الأرض ولا يأكل ولا يشرب حتى يريه دابة الأرض، فكأنه نسي وعده!.
فلما قام عمار وودع عليا.. قال له الرجل: عجيب منك أن تقسم بالله أن لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس على الأرض، حتى تريني دابة الأرض!... فقال له عمار: أريتكها لو كنت تعقل (2).
ونظير هذا المعنى في تفسير العياشي، إلا أنه ورد اسم " أبي ذر " مكان عمار (3).
وينقل العلامة المجلسي (رحمه الله) في بحار أنواره بسند معتبر عن الإمام