2 التفسير 3 طلاب الحق من أهل الكتاب آمنوا بالقرآن:
حيث أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن حجج المشركين الواهية أمام الحقائق التي يقدمها القرآن الكريم، فإن هذه الآيات محل البحث تتحدث عن القلوب المهيأة لقبول قول الحق والتي سمعت هذه الآيات اهتدت الإسلام وبقي أصحابها متمسكين بالإسلام أوفياء له في حين أن قلوب الجاهليين المظلمة لم تتأثر بها.، يقول القرآن في هذا الصدد: لقد أنزلنا لهم آيات القرآن تباعا ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يذكرون (1).
هذه الآيات نزلت عليهم نزول المطر المتصلة قطراته وجاءت الآيات على أشكال متنوعة، وكيفيات متفاوتة، فتارة تحمل الوعد بالثواب، وتارة الوعيد بالنار، وأخرى الموعظة والنصيحة، وأخرى تنذر وتهدد. وأحيانا تحمل استدلالات عقلية، وأحيانا تحمل قصص الماضين وتأريخهم الملئ بالعبر، وخلاصة كاملة من الأحداث المتجانسة التي يؤمن بها أي قلب فيه أقل استعداد للإيمان، حيث أنها تجذب القلوب إليها... إلا أن عمي القلوب لم يذعنوا لها.
إلا أن (اليهود والنصارى) الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون.
لأنهم يرونه منسجما مع ما ورد في كتبهم السماوية من علامات ودلائل!.
ومن الطريف هنا أنهم كانوا جماعة من " أهل الكتاب "، إلا أن الآيات المتقدمة تحدثت عنهم بأنهم " أهل الكتاب " دون قيد أو تبعيض أو أي شئ آخر، ولعلها تشير إلى أنهم أهل الكتاب حقا، أما سواهم فلا.
ثم يضيف القرآن في وصفهم قائلا: وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق