تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٣٩٨
حاجته المادية وتدبير وجوده وبقائه - والله من ورائهم محيط - فإلهها الموجد لها المدبر لأمرها هو إله الانسان الموجد له والمدبر لامره (وهذا هو البرهان الثالث).
ثم إن هذا الاله هو الذي يعطي كلا ما يحتاج إليه في سعادته الوجودية وما يحتاج إليه في سعادته في غايته وآخرته لو كان له سعادة أخروية غائية فإن الآخرة عقبى هذه الدار، وكيف يمكن أن يدبر عاقبة الامر غير الذي يدبر نفس الامر؟
(وهذا هو البرهان على الاسمين الرحمن الرحيم).
وعند هذا تم تعليل الآية الأولى بالثانية وفي تصدير الآية بلفظة، إن، الدالة على التعليل إشارة إلى ذلك - والله العالم -.
فقوله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض، إشارة إلى ذوات الاجرام العلوية والأرض بما تشتمل عليه تراكيبها من بدائع الخلق وعجائب الصنع، من صور تقوم بها أسماؤها، ومواد تتألف منها ذواتها، وتحول بعضها إلى بعض، ونقص أو زيادة تطرئها وتركب أو تحلل يعرضها، كما قال: (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) الرعد - 41، وقال: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي) الأنبياء - 30.
قوله تعالى: واختلاف الليل والنهار، وهو النقيصة والزيادة والطول والقصر العارضان لهما من جهة اجتماع عاملين من العوامل الطبيعية، وهي الحركة اليومية التي للأرض على مركزها وهي ترسم الليل والنهار بمواجهة نصف الكرة وأزيد بقليل دائما مع الشمس فتكتسب النور وتمص الحرارة، ويسمى النهار، واستتار الشمس عن النصف الآخر وأنقص بقليل فيدخل تحت الظل المخروطي وتبقى مظلما وتسمى الليل، ولا يزالان يدوران حول الأرض، والعامل الآخر ميل سطح الدائرة الاستوائية أو المعدل عن سطح المدار الأرضي في الحركة الانتقالية إلى الشمال والجنوب، وهو الذي يوجب ميل الشمس من المعدل إلى الشمال أو الجنوب الراسم للفصول، وهذا يوجب استواء الليل والنهار في منطقة خط الاستواء وفي القطبين، أما القطبان فلهما في كل سنة شمسية تامة يوم وليلة واحدة كل منهما يعدل نصف السنة، و الليل في قطب الشمال نهار في قطب الجنوب وبالعكس، وأما النقطة الاستوائية فلها في كل سنة شمسية ثلاثمائة وخمس وستون ليلا ونهارا تقريبا، والنهار والليل فيها متساويان، وأما بقية المناطق
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 في مسلك البحث التفسيري في الكتاب. 4
2 سورة الفاتحة 15
3 آية (1 - 5) معنى الحمد وأنه لله سبحانه. (بحث قرآني) 19
4 أيضا فيه. (بحث فلسفي) 24
5 (6 - 7) معنى الصراط والهداية. (بحث قرآني) 28
6 معنى جرى القرآن. (بحث روائي) 37
7 سورة البقرة 43
8 آية (1 - 5) جواز التعويل على غير المحسوسات (بحث فلسفي) 47
9 وجود العلم. (بحث فلسفي) 49
10 (6 - 7) وجوه الكفر. (بحث روائي) 53
11 (21 - 25) الكلام في الاعجاز وإعجاز القرآن. (بحث قرآني) 58
12 الاعجاز وماهيته (بحث قرآني) 58
13 إعجاز القرآن. (بحث قرآني) 59
14 تحديه العام. (بحث قرآني) 59
15 تحديه بالعلم. (بحث قرآني) 62
16 التحدي بمن أنزل عليه. (بحث قرآني) 63
17 تحدي القرآن بالاخبار عن الغيب. (بحث قرآني) 64
18 تحديه بعدم الاختلاف فيه. (بحث قرآني) 66
19 التحدي بالبلاغة. (بحث قرآني) 68
20 معنى المعجزة في القرآن وما يفسر به حقيقتها. (بحث قرآني) 73
21 1 - تصديق القرآن قانون العلية العام. (بحث قرآني) 74
22 2 - إثبات القرآن ما يخرق العادة. (بحث قرآني) 74
23 3 - القرآن يسند ما أسنده إلى العلة المادية إلى الله أيضا. (بحث قرآني) 78
24 4 - القرآن يثبت تأثيرا في نفوس الأنبياء في الخوارق. (بحث قرآني) 79
25 5 - القرآن كما يسند الخوارق إلى تأثير النفوس يسندها إلى أمر الله سبحانه. (بحث قرآني) 80
26 6 - القرآن يسند المعجزة إلى سبب غير مغلوب (بحث قرآني) 82
27 القرآن يعد المعجزة برهانا على صحة الرسالة لا دليلا عاميا. (بحث قرآني) 83
28 كلام في معنى الرسالة وما يلحق بها. (بحث قرآني) 86
29 (آية 26 - 27) المجازاة وتجسم الأعمال. (بحث قرآني) 91
30 الجبر والتفويض والامر بين الامرين. (بحث قرآني) 93
31 فيه أيضا. (بحث روائي) 97
32 أيضا فيه. (بحث فلسفي) 105
33 (30 - 33) معنى جعل الخلافة وتعليم الأسماء لآدم. (بحث قرآني) 116
34 (35 - 39) جنة آدم (عليه السلام). (بحث قرآني) 127
35 أيضا فيه. (بحث روائي) 138
36 (47 - 48) أبحاث الشفاعة. (بحث قرآني) 155
37 1 - ما هي الشفاعة؟ (بحث قرآني) 157
38 2 - إشكالات الشفاعة؟ (بحث قرآني) 162
39 3 - فيمن تجري الشفاعة؟ (بحث قرآني) 169
40 4 - من تقع منه الشفاعة؟ (بحث قرآني) 171
41 5 - بماذا تتعلق الشفاعة؟ (بحث قرآني) 173
42 6 - متى تنفع الشفاعة؟ (بحث قرآني) 173
43 بحث آخر فيها. (بحث روائي) 174
44 بحث آخر فيها أيضا. (بحث فلسفي) 183
45 بحث آخر فيها أيضا. (بحث اجتماعي) 184
46 (62) الصابئين. (بحث تاريخي) 194
47 (63 - 74) إحياء الأموات والمسخ. (بحث فلسفي) 205
48 معنى التقليد. (بحث علمي أخلاقي) 209
49 (102 - 103) فيما نسب من السحر إلى سليمان وهاروت وماروت. (بحث قرآني) 233
50 بحث آخر فيه. (بحث روائي) 237
51 بحث آخر فيه أيضا. (بحث فلسفي) 241
52 أقسام الفنون الباحثة عن غرائب الآثار. (بحث علمي) 244
53 (106 - 107) النسخ. (بحث قرآني) 249
54 (116 - 117) نفى الولد عنه تعالى. (بحث قرآني) 261
55 تميزات الذوات وجودا وبداعة الايجاد. (بحث علمي وفلسفي) 262
56 (116 - 134) الإمامة وإثبات أمهات مسائلها. (بحث قرآني) 267
57 (125 - 129) قصة بناء إبراهيم (عليه السلام) للكعبة وما يتعلق بها من دعائه للنبي وأمته ومعنى ذلك. (بحث قرآني) 280
58 أيضا فيه وما أورد على ما ورد في فضائل الكعبة والجواب عنه (بحث روائي) 286
59 معنى قصة إبراهيم وسر تشريع الحج. (بحث علمي) 298
60 (130 - 134) معنى الاسلام - مراتب الاسلام والايمان. (بحث قرآني) 301
61 (142 - 151) تشريع القبلة ومعنى شهادة الأمة على الناس والرسول على الأمة. (بحث قرآني) 317
62 أيضا فيه (بحث روائي) 331
63 تشخيص القبلة (بحث علمي تاريخي) 335
64 أيضا في معنى القبلة وفوائد ها. (بحث اجتماعي) 337
65 (151) معنى الذكر. (بحث قرآني) 339
66 (153 - 157) نشأة البرزخ. (بحث قرآني) 347
67 تجرد النفس. (بحث قرآني) 350
68 الأخلاق. (بحث قرآني) 354
69 البرزخ أيضا. (بحث روائي) 362
70 تجرد النفس أيضا. (بحث فلسفي) 364
71 بحث في الأخلاق. (بحث أخلاقي) 370
72 (162 - 167) استناد مصنوعات الانسان إلى الله سبحانه. (بحث قرآني) 400
73 (163 - 167) معنى الحب وتعلقه بالله تعالى. (بحث قرآني) 405
74 أيضا فيه. (بحث فلسفي) 409
75 دوام العذاب وانقطاعه. (بحث فلسفي) 412
76 التقليد واتباع الخرافة. (بحث أخلاقي اجتماعي 421
77 معنى الأبرار. (بحث قرآني) 430
78 (177 - 179) القصاص وما أشكل عليه والجواب عنه. (بحث علمي) 434