بملؤ مسك ذهبا، فجاءوا إلى موسى وقالوا له ذلك قال اشتروها فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم أمر إن يضربوا الميت بذنبها فلما فعلوا ذلك حيي المقتول وقال يا رسول الله إن ابن عمي قتلني، دون من ادعى عليه قتلي، فعلموا بذلك قاتله فقال لرسول الله موسى بعض أصحابه إن هذه البقرة لها نبأ فقال وما هو؟ قال إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وإنه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والأقاليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال أحسنت، هذه البقرة فهي لك عوضا مما فاتك فقال له رسول الله موسى أنظر إلى البر ما بلغ بأهله.
أقول: والروايات كما ترى منطبقة على إجمال ما استفدناه من الآيات الشريفة.
(بحث فلسفي) السورة كما ترى مشتملة على عدة من الآيات المعجزة، في قصص بني إسرائيل وغيرهم، كفرق البحر وإغراق آل فرعون في قوله تعالى: وإذ فرقنا بكم البحر أغرقنا آل فرعون الآية، وأخذ الصاعقة بني إسرائيل وإحيائهم بعد الموت في قوله تعالى: وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك الآية، وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى عليهم في قوله تعالى: وظللنا عليكم الغمام الآية، وانفجار العيون من الحجر في قوله تعالى: وإذ استسقى موسى لقومه الآية، ورفع الطور فوقهم في قوله تعالى: ورفعنا فوقكم الطور الآية، ومسخ قوم منهم في قوله تعالى: فقلنا لهم كونوا قردة الآية، وإحياء القتيل ببعض البقرة المذبوحة في قوله: فقلنا إضربوه ببعضها الآية، وكإحياء قوم آخرين في قوله ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم الآية، وكإحياء الذي مر على قرية خربة في قوله أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها الآية، وكإحياء الطير بيد إبراهيم في قوله تعالى: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى الآية، فهذه اثنتا عشرة آية معجزة خارقة للعادة جرت أكثرها في بني إسرائيل - ذكرها القرآن - وقد بينا فيما مر إمكان وقوع المعجزة وأن خوارق العادات جائزة الوقوع في الوجود وهي مع ذلك ليست ناقضة لقانون العلية والمعلولية الكلي، وتبين به أن