الله وسقاها (13) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها (14) ولا يخاف عقبيها (15)).
القراءة: قرأ أهل المدينة، وابن عامر: (فلا يخاف) بالفاء، وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام. وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. والباقون: (ولا يخاف) بالواو، وكذلك هو في مصاحفهم.
الحجة: قال أبو علي: الواو يجوز أن يكون في موضع حال أي: فسواها غير خائف عقباها، يعني غير خائف أن يتعقب عليه في شئ مما فعله، وفاعل (يخاف) الضمير العائد إلى قوله (ربهم). وقيل: إن الضمير يعود إلى صالح النبي الذي أرسل إليهم. وقيل: إذا انبعث أشقاها وهو لا يخاف عقباها أي لا يخاف من إقدامه على ما أتاه مما نهي عنه. ففاعل (يخاف) العاقر على هذا، والفاء للعطف على قوله (فكذبوه فعقروها) فلا يخاف كأنه يتبع تكذيبهم وعقرهم إن لم يخوفوا.
اللغة: ضحى الشمس: صدر وقت طلوعها. وضحى النهار: صدر وقت كونه. وأضحى يفعل كذا إذا فعله في وقت الضحى. وضحى بكبش أو غيره إذا ذبحه في وقت الضحى من أيام الأضحى، ثم كثر ذلك حتى لو ذبح في غير ذلك الوقت لقيل ضحى. والطحو والدحو بمعنى. يقال: طحا بك همك يطحو طحوا إذا انبسط بك إلى مذهب بعيد. قال علقمة: (طحا بك قلب في الحسان ظروب) (1) يقال:
طحا القوم بعضهم بعضا عن الشئ: إذا دفعوا دفعا شديد الانبساط. والطواحي:
النسور تنبسط حول القتلى. وأصل الطحو البسط الواسع، يقال: دسا فلان يدسو دسوا، فهو داس، نقيض زكا يزكو زكا فهو زاك. وقيل: إن أصل دسا دس، فأبدل من أحد السينين ياء، كما قالوا تظنيت بمعنى تظننت، ومثله: (تقضي البازي إذا البازي كسر) (2) بمعنى تقضض. وإنما يفعلون ذلك كراهية التضعيف. والطغوى والطغيان: مجاوزة الحد في الفساد، وبلوغ غايته. وفي قراءة الحسن وحماد بن مسلمة: (بطغواها) بضم الطاء. وعلى هذا فيكون مصدرا على فعلى كالرجعي