صغير، لا يتكلم، فلما قامت على شفير الخندق، نظرت إلى ابنها، فرجعت فقال لها: يا أماه: إني أرى أمامك نارا لا تطفى، فلما سمعت من ابنها ذلك، قذفها في النار، فجعلها الله وابنها في الجنة. وقذف في النار سبعة وسبعون إنسانا. قال ابن عباس: من أبى أن يقع في النار، ضرب بالسياط، فأدخل الله أرواحهم في الجنة، قبل أن تصل أجسامهم إلى النار.
المعنى: إن الله سبحانه قسم بالسماء فقال: (والسماء ذات البروج) فالبروج: المنازل العالية. والمراد هنا منازل الشمس والقمر والكواكب، وهي اثنا عشر برجا، يسير القمر في كل برج منها يومين وثلاث، وتسير الشمس في كل برج شهرا (واليوم الموعود) يعني يوم القيامة في قول جميع المفسرين، وهو اليوم الذي يجازى فيه الخلائق، ويفصل فيه القضاء. (وشاهد ومشهود) فيه أقوال أحدها: إن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، عن ابن عباس وقتادة، وروي ذلك عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام، وروي ذلك عن النبي (ص)، وسمي يوم الجمعة شاهدا، لأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه. وفي الحديث: (ما طلعت الشمس على يوم، ولا غربت على يوم، أفضل منه، وفيه ساعة لا يوافقها من يدعو فيها الله بخير إلا استجاب له. ولا استعاذ من شر إلا أعاذه منه). ويوم عرفة مشهود، يشهد الناس فيه موسم الحج، وتشهده الملائكة. وثانيها: إن الشاهد يوم النحر، والمشهود يوم عرفة، عن إبراهيم وثالثها: إن الشاهد محمد (ص)، والمشهود يوم القيامة، عن ابن عباس في رواية أخرى، وسعيد بن المسيب، وهو المروي عن الحسن بن علي. وروي أن رجلا دخل مسجد رسول (ص)، فإذا رجل يحدث عن رسول الله (ص) قال: فسألته عن الشاهد والمشهود، فقال: نعم الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة. فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله (ص) فسألته عن ذلك فقال: أما الشاهد فيوم الجمعة، وأما المشهود فيوم النحر. فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول الله (ص) فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود؟ فقال: أما الشاهد محمد (ص)، وأما المشهود فيوم القيامة، أما سمعته سبحانه يقول: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) وقال: (ذلك يوم مجموع له الناس ذلك يوم مشهود). فسألت عن الأول فقالوا: ابن عباس. وسألت عن الثاني فقالوا: ابن عمر. وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن علي (ع).