إذا صفا لك من مسرورها طبق، * أهدى لك الدهر من مكروهها طبقا وقال آخر:
إني امرؤ قد حلبت الدهر أشطره، * وساقني طبق منه إلى طبق فلست أصبو إلى خل يفارقني، * ولا تقبض أحشائي من الفرق الاعراب: قال الزجاج: جواب (إذا) يدل عليه قوله (فملاقيه) والمعنى: إذا كان يوم القيامة لقي الانسان عمله. والهاء في قوله (فملاقيه) يجوز أن يكون تقديره فملاق ربك، ويجوز أن يكون فملاق كدحك أي عملك وسعيك. وقوله (كادح إلى ربك كدحا) قيل: إن إلى هنا بمعنى اللام، والوجه الصحيح فيه أن يكون محمولا على المعنى، لأن معناه ساع إلى ربك سعيا. على أنه يحتمل أن يكون إلى متعلقة بمحذوف، ويكون التقدير: إنك كادح لنفسك، صائر إلى ربك، كما أن قوله (وتبتل إليه) يكون على معنى تبتل من الخلق، راجعا إلى الله تعالى، أو راغبا إليه. وقوله (يدعو ثبورا) معناه أنه يقول يا ثبورا، فكأنه يدعوه، ويقول يا ثبور تعال فهذا أوانك، مثل ما قيل في (يا حسرتي) فعلى هذا يكون (ثبورا) مفعولا به (أن لن يحور): تقديره: إنه لن يحور فهي مخففة من الثقيلة، ولا يجوز أن تكون أن الناصبة للفعل، لأنه لا يجوز أن يجتمع عاملان على كلمة واحدة، وقوله (فما لهم) مبتدأ وخبر. (لا يؤمنون): جملة منصوبة الموضع على الحال والتقدير: أي شئ استقر لهم غير مؤمنين.
المعنى: (إذا السماء انشقت) أي تصدعت وانفرجت. وانشقاقها من علامات القيامة، وذكر ذلك في مواضع من القرآن (وأذنت لربها) أي سمعت وأطاعت في الانشقاق، عن ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة. وهذا توسع أي كأنها سمعت وانقادت لتدبير الله (وحقت) أي وحق لها أن تأذن بالانقياد لأمر ربها الذي خلقها، وتطيع له (وإذا الأرض مدت) أي بسطت باندكاك جبالها وآكامها، حتى تصير كالصحيفة الملساء. وقيل: إنها تمد مد الأديم العكاظي، وتزاد في سعتها، عن ابن عباس. وقيل: سويت فلا بناء ولا جبل إلا دخل فيها، عن مقاتل. (وألقت ما فيها) من الموتى والكنوز مثل: (وأخرجت الأرض أثقالها) عن قتادة ومجاهد.
(وتخلت) أي خلت فلم يبق في بطنها شئ. وقيل: معناه ألقت ما في بطنها من كنوزها ومعادنها، وتخلت مما على ظهرها من جبالها وبحارها. (وأذنت لربها