تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ١٠ - الصفحة ١٨٤
ويلمها في هواء الجو طالبها، * ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب (1) وقد جاء ذلك في مواضع من الشعر، قال أبو الأسود لزياد:
يا با المغيرة! رب أمر معضل * فرجته بالنكر مني، والدهاء (2) وقال آخر:
إن لم أقاتل فالبسوني برقعا، * وفتخات في اليدين أربعا (3) وأنشد أحمد بن يحيى:
إن كان حزن لك بافقيمة * باعك عبدا بأخس قيمة وقال الفرزدق:
وعليك إثم عطية بن الخطفي، * وإثم التي زجرتك، إن لم تجهد قال: والكسر في (مستنفرة) أولى لقوله: (فرت من قسورة)، فهذا يدل على أنها هي استنفرت. ويقال: نفر واستنفر، مثل سخر واستسخر، وعجب واستعجب. ومن قال (مستنفرة) فكأن القسورة استنفرتها والرامي. قال أبو عبيدة:
مستنفرة مذعورة. وأنشد الزجاج:
أمسك حمارك إنه مستنفر، * في إثر أحمرة عمدن لغرب (4) ورويت بالكسر أيضا. قال ابن سلام: سألت أبا سوار العرني، وكان أعرابيا فصيحا، قارئا للقرآن، فقلت: كأنهم حمر ماذا قال حمر مستنفرة طردها قسورة.
قلت: إنما هو فرت من قسورة. فقال: أفرت؟ قلت: نعم. فقال: مستنفرة. قال ابن جني: أما سكون الحاء من (صحف) فلغة تميمية، وأما (منشرة) بسكون

(1) الشاهد في (ويلمها) فإن أصله (ويل أمها) فحذفت همزة أم.
(2) والشاهد في حذف الهمزة من أبا مغيرة. وكذا في أبا فقيمة في الشعر الآتي.
(3) فتخات جمع الفتخة: حلقة من فضة كالخاتم لا فص فيها. والشاهد في حذف الهمزة من (فالبسوني).
(4) غرب: اسم جبل دون الشام إلى العراق في ديار بني كلب. وفي المعاجم الكبرى: موضع تلقاء الستار
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست