الرازي قال: حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، والرئيس أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمد الكاتب، والشيخ أبو عبد الله حسن بن أحمد بن حبيب الفارسي، قالوا: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجاني قال: سمعت أبا عمرو عثمان بن خطاب المعمر المعروف بأبي الدنيا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: لما نزلت (وتعيها اذن واعية) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سألت الله عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي).
(فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة) وهي النفخة الأولى، عن عطا. والنفخة الأخيرة، عن مقاتل والكلبي. (وحملت الأرض والجبال) أي رفعت من أماكنها (فدكتا دكة واحدة) أي كسرتا كسرة واحدة لا تثنى حتى يستوي ما عليها من شئ مثل الأديم الممدود. وقيل. ضرب بعضها ببعض حتى تفتتت الجبال، وسفتها الرياح، وبقيت الأرض شيئا واحدا، لا جبل فيها، ولا رابية، بل تكون قطعة مستوية. وإنما قال: دكتا لأنه جعل الأرض جملة واحدة، والجبال دكة واحدة (فيومئذ وقعت الواقعة) أي قامت القيامة. (وانشقت السماء) أي انفرج بعضها من بعض (فهي يومئذ واهية) أي شديدة الضعف بانتقاض بنيتها. وقيل: هو أن السماء تنشق بعد صلابتها، فتصير بمنزلة الصوف في الوهي والضعف (والملك على أرجائها) أي على أطرافها ونواحيها، عن الحسن، وقتادة. والملك اسم يقع على الواحد والجمع. والسماء مكان الملائكة، فإذا وهت صارت في نواحيها. وقيل: إن الملائكة يومئذ على جوانب السماء، تنتظر ما يؤمر به في أهل النار من السوق إليها، وفي أهل الجنة من التحية والتكرمة فيها.
(ويحمل عرش ربك فوقهم) يعني فوق الخلائق (يومئذ) يعني يوم القيامة (ثمانية) من الملائكة عن ابن زيد. وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة آخرين، فيكونون ثمانية. وقيل: ثمانية صفوف من الملائكة. لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، عن ابن عباس (يومئذ تعرضون) يعني يوم القيامة تعرضون معاشر المكلفين (لا تخفى منكم خافية) أي نفس خافية، أو فعلة خافية. وقيل. الخافية مصدر أي خافية أحد. وروي في الخبر عن ابن مسعود وقتادة أن الخلق يعرضون ثلاث عرضات: اثنتان فيها معاذير وجدال، والثالثة: تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله، وليس يعرض الله الخلق ليعلم