الله) به (عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ليستعجلوا بذلك السرور في الدنيا.
من شدد الشين أراد به التكثير. ومن خفف فلأنه يدل على القليل والكثير.
ثم قال سبحانه. (قل) لهم يا محمد (لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) اختلف في معناه على أقوال أحدها: لا أسألكم على تبليغ الرسالة، وتعليم الشريعة، أجرا إلا التواد والتحاب فيما يقرب إلى الله تعالى من العمل الصالح، عن الحسن والجبائي وأبي مسلم. قالوا: هو التقرب إلى الله تعالى، والتودد إليه بالطاعة. وثانيها: إن معناه إلا أن تودوني في قرابتي منكم، وتحفظوني لها، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وجماعة. قالوا: وكل قريش كانت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قرابة، وهذا لقريش خاصة. والمعنى: إن لم تودوني لأجل النبوة، فودوني لأجل القرابة التي بيني وبينكم. وثالثها: إن معناه إلا أن تودوا قربتي وعترتي، وتحفظوني فيهم، عن علي بن الحسين عليهما السلام، وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب وجماعة، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
وأخبرنا السيد أبو المحمد مهدي بن نزار الحسيني قال: أخبرنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدثني القاضي أبو بكر الحميري قال: أخبرنا أبو العباس الضبعي قال: أخبرنا الحسن بن علي بن زياد السري قال: أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني (1) قال: حدثنا حسين الأشتر قال: أخبرنا قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا) الآية.
قالوا: يا رسول الله! من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما.
وأخبرنا السيد أبو الحمد قال. أخبرنا الحاكم أبو القاسم، بالإسناد المذكور في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة. فانا أصلها، وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها. فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى.
ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثم ألف عام، ثم ألف عام، حتى