(كبتوا) أي أذلوا وأخزوا (كما كبت الذين من قبلهم) أي كما أخزي الذين من قبلهم من أهل الشرك (وقد أنزلنا آيات بينات) أي حججا واضحات من القرآن، وما فيه من الأدلة والبيان (وللكافرين) الجاحدين لما أنزلناه (عذاب مهين) يهينهم ويخزيهم. فأما الكلام في مسائل الظهار وفروعها فموضعه كتب الفقه.
(يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد (6) ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة إن الله بكل شئ عليم (7) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير (8) يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتنجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون (9) إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (10)).
القراءة: قرأ أبو جعفر وحده: (ما تكون) بالتاء. والباقون بالياء. وقرأ يعقوب وسهل: (ولا أكثر) بالرفع. والباقون بالنصب. وقرأ حمزة ورويس عن يعقوب: (ينتجون) والباقون. (يتناجون) وقرأ رويس أيضا (فلا تنتجوا).
الحجة: قال ابن جني: التذكير في قوله (ما يكون من نجوى ثلاثة) هو الوجه لما هناك من الشياع، وعموم الجنسية، كقولك: ما جاءني من امرأة، وما حضرني من جارية. وأما تكون بالتاء فلاعتزام لفظ التأنيث، حتى كأنه قال: ما تكون نجوى ثلاثة. وقوله (ولا أكثر) بالرفع: معطوف على محل الكلام قبل دخول من. فإن قوله (من نجوى) في محل رفع بأنه فاعل يكون. ومن زائدة. والقراءة الظاهرة أكثر