الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من كانت له أمة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، وأعتقها وتزوجها، فله أجران. وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه عليه السلام، وآمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فله أجران. وأيما مملوك أدى حق الله وحق مواليه، فله أجران.
أورده البخاري ومسلم في الصحيح.
(لئلا يعلم) أي لأن يعلم، ولا مزيدة، (أهل الكتاب) يعني الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحسدوا المؤمنين منهم (ألا يقدرون على شئ من فضل الله) وأن هذه هي المخففة من الثقيلة، والتقدير أنهم لا يقدرون، ومعناه: جعلنا الأجرين لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ليعلم الذين لم يؤمنوا أنهم لا أجر لهم، ولا نصيب لهم في فضل الله (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) فأتي المؤمنين منهم أجرين (والله ذو الفضل العظيم) يتفضل على من يشاء من عباده المؤمنين. وقيل: إن المراد بفضل الله هنا النبوة، أي لا يقدرون على نبوة الأنبياء، ولا على صرفها عمن شاء الله أن يخصه بها، فيصرفونها عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى من يحبونه، بل هي بيد الله، يعطيها من يشاء ممن هو أهلها، ويعلم أنه يصلح لها. وقيل: إنما تدخل لا صلة في كل كلام دخل في أواخره، أو أوائله جحد، وإن لم يكن مصرحا به نحو قوله: (ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك) و (ما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون). و (حرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) عن الفراء. وقيل: إن لا هنا في حكم الثبات، والمعنى لأن لا يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون أن يؤمنوا، لأن من لا يعلم أنه لا يقدر، يعلم أنه يقدر. فعلى هذا يكون المراد لكي يعلموا أنهم يقدرون على أن يؤمنوا، فيحوزوا الفضل والثواب. وقيل: إن معناه لئلا يعلم اليهود والنصارى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين لا يقدرون على ذلك، فقد علموا أنهم لا يقدرون عليه أي: إن آمنتم كما أمركم الله آتاكم الله من فضله. فعلم أهل الكتاب خلافه. وعلى هذا فالضمير في (يقدرون) ليس لأهل. وقال أبو سعيد السيرافي: معناه إن الله يفعل بكم هذه الأشياء، لئلا يعلم أي: ليتبين جهل أهل الكتاب، وأنهم لا يعلمون أن ما يؤتيكم الله من فضله، لا يقدرون على تغييره، وإزالته عنكم. ففي هذه الوجوه لا يحتاج إلى زيادة لا.