بآياتنا أولئك أصحب الجحيم (19) اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطما وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور (20)).
القراءة: قرأ نافع وحفص. (وما نزل من الحق) خفيفة الزاي. والباقون:
(نزل) بالتشديد. وقرأ رويس: (ولا تكونوا) بالتاء. والباقون بالياء. وقرأ ابن كثير، وأبو بكر: (إن المصدقين والمصدقات) بتخفيف الصاد. والباقون بالتشديد.
الحجة: قال أبو علي: من خفف (ما نزل) ففي نزل ذكر مرفوع، بأنه الفاعل يعود إلى الموصول. ويقوي التخفيف قوله (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل)، ومن شدد ففاعل الفعل الضمير العائد إلى اسم الله تعالى، والعائد إلى الموصول الضمير المحذوف من الصلة. ومن قرأ (ولا تكونوا) فإنه على الخطاب والنهي. ومن قرأ (ولا يكونوا) بالياء فإنه عطف على (تخشع) وهو منصوب. ويجوز أن يكون مجزوما على النهي للغائب. ومن خفف (المصدقين والمصدقات) فإن معناه إن المؤمنين والمؤمنات.
وأما قوله. (وأقرضوا الله قرضا حسنا) فهو في المعنى كقوله (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) لأن إقراض الله من الأعمال الصالحة. وحجة من خفف أنه أعم من (المصدقين) ألا ترى أن (المصدقين) مقصور على الصدقة. و (المصدقين) يعم التصديق والصدقة، فهو أذهب في باب المدح. ومن حجة من ثقل أنهم زعموا أن في قراءة أبي: (إن المتصدقين والمتصدقات) ومن حجتهم أن قوله: (وأقرضوا الله قرضا حسنا) اعتراض بين الخبر والمخبر عنه. والاعتراض بمنزلة الصفة، فهو للصدقة أشد ملاءمة منه للتصديق. وليس التخفيف كذلك. ومن حجة من خفف أن يقول لا نحمل قوله: (واقرضوا الله) على الاعتراض. ولكنا نعطفه على المعنى.
ألا ترى أن قوله: (إن المصدقين والمصدقات) معناه: إن الذين صدقوا. فكأنه في المعنى: إن المصدقين وأقرضوا. فحمل وأقرضوا الله على المعنى، لما كان من معنى المصدقين الذين صدقوا. فكأنه قال. إن الذين صدقوا وأقرضوا.