صدق)، ووصفه بالأمن يقوي أن المراد به المكان. ومن ضم فإنه يحتمل أن يريد به المكان من أقام، فيكون على هذا معنى القراءتين واحدا. ويجوز أن يجعله مصدرا، ويقدر المضاف محذوفا أي: موضع إقامة.
اللغة: السندس: الحرير. والإستبرق: الديباج الغليظ الصفيق. قال الزجاج. إنما قيل له إستبرق لشدة بريقه. والحور جمع حوراء من الحور وهو شدة البياض، وهن البيض الوجوه. وقال أبو عبيدة: الحوراء الشديدة بياض العين، الشديدة سوادها. والعين: جمع العيناء، وهي العظيمة العينين.
الاعراب. (كذلك) جار ومجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ. التقدير:
الأمر كذلك. (متقابلين) نصب على الحال من (يلبسون). و (يلبسون) يجوز أن يكون خبرا بعد خبر، ويجوز أن يكون حالا من الظرف الذي هو قوله (في مقام) لأن التقدير: إن المتقين ثبتوا في مقام. ومفعول (يلبسون) محذوف وتقديره: يلبسون ثيابا من سندس. فآمنين. حال من (يدعون). (الموتة الأولى) نصب على الاستثناء. قال الزجاج: معناه سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا كقوله (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف) المعنى. سوى ما قد سلف. وأقول: إن سوى لا يكون إلا ظرفا، وإلا حرف، فكيف يكون بمعناه؟ فالأولى أن يكون إلا هنا مع ما بعدها، صفة، أو بدلا بمعنى غير، تقديره. ولا يذوقون فيها الموت غير الموتة الأولى، إذ الموتة الأولى قد انقضت، فلا يمكن أن يستثنى من الموت الذي لا يذوقونه في الجنة، إذ ليست بداخلة فيه. وقوله (فضلا من ربك): مفعول له تقديره. فعل الله ذلك بهم فضلا منه، وتفضلا منه. ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مضمر تقديره: وأعطاهم فضلا. ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لما قبله، لأن ما ذكره قبله تفضل منه سبحانه، كقول امرئ القيس: (ورضت (1) فذلت صعبة أي إذلال " على معنى أذللته أي إذلال. فاستغنى عن أذللته بذكر رضت.
المعنى. ثم عقب سبحانه الوعيد بذكر الوعد فقال: (إن المتقين) الذين يجتنبون معاصي الله لكونها قبائح، ويفعلون الطاعات لكونها طاعات. (في مقام)