قال: إي، والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق نبيا، وجعله زكيا هاديا، مهديا.
وجعل أخاه عليا بالعهد وفيا، وبالحق مليا ولدى الله مرضيا، وإلى الجهاد سابقا، ولله في أحواله موافقا، وللمكارم حائزا، وبنصر الله على أعدائه فائزا، وللعلوم حاويا، ولأولياء الله (1) مواليا، ولأعدائه مناويا (2) وبالخيرات ناهضا، وللقبائح رافضا وللشيطان مخزيا، وللفسقة المردة مقصيا (3) ولمحمد صلى الله عليه وآله نفسا، وبين يديه لدى المكاره ترسا وجنة.
آمنت به أنا، وأبي (4) علي بن أبي طالب عليه السلام، عبد رب الأرباب، المفضل على أولي الألباب الحاوي لعلوم الكتاب، زين من يوافي يوم القيامة في عرصات الحساب بعد محمد صلى الله عليه وآله صفي الكريم العزيز الوهاب إن في القبر نعيما يوفر الله به حظوظ أوليائه وإن في القبر عذابا يشدد الله به على أعدائه.
ان المؤمن الموالي لمحمد وآله الطيبين، المتخد لعلي بعد محمد صلى الله عليه وآله إمامه الذي يحتذي مثاله، وسيده الذي يصدق أقواله، ويصوب أفعاله، ويطيعه بطاعة من يندبه من أطائب ذريته لأمور الدين وسياسته، إذا حضره من [أمر] الله تعالى مالا يرد، ونزل به من قضائه مالا يصد، وحضره ملك الموت وأعوانه، وجد عند رأسه محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله [سيد النبيين] من جانب، ومن جانب آخر عليا عليه السلام سيد الوصيين، وعند رجليه من جانب الحسن عليه السلام سبط سيد النبيين، ومن جانب آخر الحسين عليه السلام سيد الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خواصهم ومحبيهم الذين هم سادة هذه الأمة بعد ساداتهم من آل محمد فينظر إليهم