ينقل عنها أبو الحسن السنيدي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجة، ومن ذلك تخريج هذا الحديث فقد قال:
(وفي الزوائد، إسناده صحيح، لان إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال النسائي ليس به بأس، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الاسناد على شرط البخاري).
فقد سمى في هذا النقل عن البوصيري عن إسحاق الذي لم يسمه في نسختنا، فإن كان أراد حين حقيقة إسحاق بن عبد الله بن الحارث هذا فيكون هو المراد بقول الذهبي: (صدوق) فهذا محتمل، ولكن لا يحتمل أن يكون هو الذي في إسناد هذا الحديث، لأنه من التابعين ولم يدركه الوليد أيضا، وإن كان البوصيري أراد في نسختنا غير ابن الحارث فلم أعرفه، وإن أراد به ابن أبي المهاجر فيبعد أن يقول فيه الذهبي: (صدوق) وقد قال في (الميزان): (لا يعرف) كما سبق والله أعلم.
وجملة القول: إن إسناد هذا الحديث ضعيف لأنه إن كان راويه إسحاق هو ابن عبيد الله مصغرا فهو إما ابن أبي المهاجر وهو الراجح فهو مجهول وإن كان هو ابن أبي مليكة كما ظن المزي فهو مجهول الحال كما في (التقريب).
وإن كان هو ابن عبد الله مكبرا فالأرجح أنه ابن أبي فروة لأنه من هذه الطبقة وهو متروك كما قال الحافظ. والله أعلم.
وقد وجدت للحديث شاهدا، يرويه أبو محمد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله (ص) يقول:
(للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة). فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.
وأبو محمد المليكي لم أعرفه، ويحتمل أنه عبد الرحمن ابن أبي بكر بن عبيد الله ابن أبي مليكة المدني فإنه من هذه الطبقة، فان يكن هو فإنه ضعيف كما في (التقريب) بل قال النسائي: ليس بثقة. وفي رواية: متروك الحديث.