قلت: قد وصله الحاكم فقال (4 / ز 237): حدثنا أبو الطيب محمد بن علي بن الحسن الحيري - من أصل كتابه - ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا يعلى ابن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي أبي طالب به.
وسكت عليه هو والذهبي، ورجاله ثقات معروفون غير أبي الطيب هذا، فلم أجد له ترجمة. وقد ذكره البيهقي من الطريق الأولى معلقا ثم قال (9 / 304):
(وهذا منقطع).
ثم ذكره من الطريق الأخرى الموصولة ثم قال:
(ولا أدري محفوظ هو أم لا).
قلت: ومداره من الطريقين على محمد بن إسحاق وهو ابن يسار صاحب السيرة، وهو مدلس وقد عنعنه. ولعل تحسين الترمذي إياه من أجل ماله من الشواهد مثل حديث ابن عباس المتقدم من الطريق الثالثة. والله أعلم.
(فائدة): يلاحظ القارئ الكريم أن الروايات اختلفت فيما عق به (ص) عن الحسن والحسين رضي الله عنهما، ففي بعضها أنه كبش واحد عن كل منهما، وفي أخرى أنه كبشان. وأرى أن هذا الثاني هو الذي ينبغي الاخذ به والاعتماد عليه، لامرين:
الأول: أنها تضمنت زيادة على ما قبلها، وزيادة الثقة مقبولة، لا سيما إذا جاءت من طرق مختلفة المخارج كما هو الشأن هنا.
والاخر: إنها توافق الأحاديث الأخرى القولية في الباب، والتي توجب العق عن الذكر بشاتين، كما يأتي بيان قريبا بعد حديث إن شاء الله تعالى.
وجاء في طريق واحد منها زيادة تبدو أنها غريبة وهي قوله:
(وختنهما لسبعة أيام).
وقد وجدت لها شاهدا من حديث رواد بن الجراح عن عبد الملك بن أبي