كما لو أردنا أن نحيل شبابنا * مشيبا ولم يأن المشيب تعذرا كذلك تعيينا إحالة شيبنا * شبابا إذا ثوب الشباب تحسرا أبى الله تدبير ابن آدم نفاء * وألا يكون العبد إلا مدبرا ولا صبغ إلا صبغ من صبغ الدجى * دجوجية والصبح أنور أزهرا فأما قولي في البيت الأخير من الأبيات الثانية " فها الشيب مني عاريا غير مكتس " فإنما أردت بعد ذم الخضاب وبيان أنه لا طائل في تكلفه أن شيبي عار من الخضاب وإنه على هيئته وخلقته وجعلت الخضاب تارة له كسوة وأخرى قرابا لما جعلت الشيب نصلا، فهو يشبه النصل لونا وصقالا.
ولي من قصيدة أولها " ماذا جنته ليلة التعريف ":
وتعجبت للشيب وهو جناية * لدلال غائية وصد صدوف وأحاطت الحسناء بي تبعاته * فكأنما تفويفه تفويفي هو منزل بدلته من غيره * وهو الفتى في المنزل المألوف لا تنكريه فهو أبعد لبسة * عن قذف قاذفة وقرف قروف ولي من قطعة:
وتطلب مني الحب والشيب لبستي * وابن الهوى ممن له الشعر أبيضا فقلت لها قد كنت بالحب مولعا * ولكنه لما انقضت شرتي انقضى ولي وهو ابتداء قصيدة: