ولي من قصيدة أولها " مثلا عني المنازل لم بلينا ":
فيا شعرات رأس كن سودا * وحلن بما جناه الدهر جونا مشيبك بالسنين ومن هموم * وليتك قد تركت مع السنينا كرهت الأربعين وقد تدانت * فمن ذا لي برد الأربعينا ولاح بمفرقي قبس منير * يدل على مقاتلي المنونا الجون من الألفاظ المشتركة بين الأبيض والأسود، واردت بالجون ههنا البيض في مقابلة السود.
ومعنى " وليتك قد تركت مع السنينا " أي ليت الهموم والأحزان والأسباب المشيبة للشعر لم تطرقك وتركت مع مر السنين وتأثيرها فيك، فكأنني تمنيت الأربعين السنين على شيب رأسي معين، وإنما يكره الأربعين من لم يبلغها لأنها أقرب إلى الموت وأدنى إلى الهرم من السن الذي تقدمها فإذا جاوزها وأربى عليها تمناها لأنها أقرب من الشباب وأبعد من الهرم والموت من السن التي هو فيها.
وقد ذكرت فيما مضى نظير البيت الذي أوله " ولاح بمفرقي قبس منير ".
ولي من قصيدة أولها " إن على رمل العقيق خيما ":
عجبت يا ظمياء من شيب غدا * منتشرا في مفرق مبتسما لو كان لي حكم يطاع أمره * حميت منه لمتي واللمما تهوين عن بيض برأسي سوده * وعن صباح في العذار الظلما وقلت ظلما كالثغام لونه * ولون ما تبغين يحكي الفحما صبغ الدجى أبعد عن فاحشة * ولم يزل صبغ الدجى متهما