الرسائل لعلي بن إبراهيم العطار اعلم أن العلماء أجمعوا على أن رمضان أفضل الشهور وذا الحجة والمحرم أفضل من رجب بل لو قيل ذو القعدة أفضل من رجب لكان سائغا لأنه من الأشهر الحرم ولا شئ يتصور في رجب من الفضائل سوى ما قيل من الإسراء ولم يثبت ذلك وما روي في فضل صيام رجب وشعبان أو تضعيف الجزاء على صيامهما فكله موضوع أو ضعيف لا أصل له، وكذا ما أخرج العساكري والكتاني في الصيام والتضعيف موضوع لا يحتج به أصلا، وكان عبد الله الأنصاري لا يصوم رجبا وينهى عنه ويقول لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شئ، وما روي من كثرة صيام شعبان فلأنه ربما كان يصوم ثلاثة من كل شهر ويشتغل عنها في بعض الشهور فيتداركه في شعبان أو لغير ذلك ومما يفعل في هذه الأزمان إخراج الزكاة في رجب دون غيره لا أصل له، وكذا كثرة اعتمار أهل مكة في رجب لا أصل له في علمي وإنما الحديث " عمرة في رمضان تعدل حجة " ومما أحدث العوام صيام أول خميس من رجب ولعله يكون آخر يوم من الجمادى وكله بدعة، ومما أحدثوا في رجب وشعبان إقبالهم على الطاعة أكثر وإعراضهم في غيرها حتى كأنهم لم يخاطبوا إلا فيهما. وما روي " أن الله أمر نوحا بعمل السفينة في رجب وأمر المؤمنين الذين معه بصيامه " موضوع:
نعم روي بإسناد ضعيف " أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " ويجوز العمل في الفضائل بالضعيف . وفي الحديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا قال الترمذي حسن صحيح وضعفه بعض الحفاظ وجعله منكرا ولا يلزم من النكارة الضعف وعلل النهي بأنه يضعف عن رمضان ورد بأنهم لم يكرهوا صيام كل شعبان أكبوا على المصاحف فعرضوها وأخرج المسلمون الزكاة يقوون بها المسكين على صيام رمضان وفتش أهل السجن، ومما أحدث في شعبان من البدع الإقبال على اللهو واللعب وإبطال الأعمال قبل دخول رمضان بأيام حتى كأنها أيام الأعياد وأشد في النفقات وغيرها، والسنة إعداد النفقات واستقبال الطاعات بالنيات انتهى. في اللآلئ