الصلاح الصفدي عن علاء الدين الوداعي ثنا محمد بن سليمان ثنا علي بن محمد سنة إحدى وسبعمائة حدثنا الحسن بن محمد قال سافرت في زمن الصبا إلى الهند في تجارة فوصلنا إلى ضيعة من أوائل الهند وقالوا هذه ضيعة المعمر الشيخ رتن الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ست مرات بطول العمر وهو زنبيل معلق في غصن من الشجرة فسألنا أن ينزلوه لنسمع منه فأنزل فرأينا الشيخ في وسط القطن كهيئة الفرخ فتكلم كصوت النحل بالفارسية وقال: سافرت مع أبي إلى الشام في تجارة فوصلنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأها رأيت غلاما أسمر اللون مليح الكون يرعى إبلا وقد حال السبيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض الماء لقوة السيل فحملته إلى إبله من غير معرفة قال بارك الله في عمرك مرتين فعدنا بعد قضاء أمرنا إلى بلدنا فبينما نحن جلوس في فناء ضيعتنا البدر وهو كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشق نصفين فصار نصف بالمشرق ونصف بالمغرب فأظلم الليل ثم طلع النصف من المشرق والثاني من المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء فتعجبنا منه فأخبرنا الركبان أن رجلا هاشميا ظهر بمكة وادعى النبوة وأظهر معجزته بانشقاق القمر فاشتقت إلى أن أرى المذكور وسافرت إلى أن دخلت مكة فتفحصته وأتيت منزله فوجدته جالسا في وسط المنزل مع صحبه والأنوار تتلألأ في وجهه وسلمت عليه فنظر إلي وتبسم وعرفني فرد السلام وأدناني فكان عنده رطب فقال كل المرانقة من المروءة والمقارفة من الزندقة فأكلت وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ست رطبات من سوى ما أكلت بيدي فذكر لي قصة حملي له في السيل فعرفته فصافحني وعرض لي الشهادتين وقال عند خروجي بارك الله في عمرك ثلاث مرات فبورك في عمري بكل دعوة مائة سنة وجميع من في هذه الضيعة أولادي وأولاد أولادي وفتح الله علي وعليهم بكل نعمة ببركة دعائه. ثم قوى الصفدي قصته وأنكر على من ينكرها ومعوله فيه الإمكان العقلي، ورد عليه بأن المعول فيه النقل لا الامكان: قال ابن حجر وممن روى عنه زيد بن ميكائيل ابن إسرافيل قال سمعت رتن بن مهاديو بن باسند بوا، سنة اثنتين وثمانين وستمائة
(١٠٥)