الأذكار النووية - يحيى بن شرف النووي - الصفحة ٢٠٩
في الناس قال: " أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو (1) واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف "، ثم قال: " اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم " وفي رواية: " اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم ".
584 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين.
قال السيوطي في " تحفة الأبرار بنكت الأذكار ": قال الحافظ: كذا في النسخة يوم حنين، بالمهملة المضمومة والنون، وهو تصحيف قديم، وإنما هو يوم خبير - في الأصل:
جبير، وهو تصحيف. وروينا في " صحيحيهما " عن أنس رضي الله عنه قال: صبح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، فلما رأوه قالوا: محمد والخميس (2)، فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال: " الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ".
585 - وروينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثنتان لا تردان - أو قلما تردان - الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلجم بعضهم بعضا ".
قلت: في بعض النسخ المعتمدة " يلحم " بالحاء، وفي بعضها بالجيم، وكلاهما ظاهر.
586 - وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أنس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: " اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل ". قال الترمذي: حديث حسن (3). قلت: معنى عضدي: عوني. قال الخطابي: معنى أحول: أحتال. قال: وفيه وجه آخر، وهو أن يكون معناه: المنع والدفع، من قولك: حال بين الشيئين: إذا منع أحدهما من الآخر، فمعناه: لا أمنع ولا أدفع إلا بك.

(1) قال الحافظ في " الفتح ": قال ابن بطال: حكمة النهي أن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر، وهو نظير سؤال العافية من الفتن.
(2) الخمسين هو الجيش، كما وفع في نسخة من الأذكار، وقد فسره به في البخاري، قال: سمي خميسا، لأنه خمسة أقسام: ميمنة وميسرة، ومقدمة، ومؤخرة، وقلب.
(3) وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه، وهو حديث صحيح، صححه الحافظ وغيره.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست