[فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم] قد جاء في الحديث المرفوع لا يقضى القاضي وهو غضبان ". وجاء في الحديث المرفوع أيضا: " من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظه وإشارته ومجلسه ومقعده ".
دخل ابن شهاب على الوليد - أو سليمان - فقال له: يا بن شهاب، ما حديث يرويه أهل الشام؟ قال: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: إنهم يروون أن الله تعالى إذا استرعى عبدا رعية كتب له الحسنات، ولم يكتب عليه السيئات، فقال كذبوا يا أمير المؤمنين، أيما أقرب إلى الله، نبي أم خليفة! قال: بل نبي قال: فإنه تعالى يقول لنبيه داود: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد (1)). فقال سليمان إن الناس ليغروننا عن ديننا.
وقال بكر بن عبد الله العدوي لابن أرطاة - وأراد أن يستقضيه: والله ما أحسن القضاء، فإن كنت صادقا لم يحل لك أن تستقضي من لا يحسن، وإن كنت كاذبا فقد فسقت، والله لا يحل أن تستقضي الفاسق.
وقال الزهري ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض، أن يكره اللائمة، ويحب المحمدة، ويخاف العزل.
وقال محارب بن زياد للأعمش: وليت القضاء فبكى أهلي، فلما عزلت بكى أهلي، فما أدرى مم ذلك؟ قال لأنك وليت القضاء وأنت تكرهه وتجزع منه، .