وإن حفروا بئري حفرت بئارهم * ليعلم ما تخفيه تلك النبائث.
فقال بل نغطيك يا أبا دلامة ولا نبحثك، وصرفه راضيا، وأعطى المشهود عليه من عنده قيمه ذلك الشئ.
كان عامر بن الظرب العدواني حاكم العرب وقاضيها، فنزل به قوم يستفتونه في الخنثى وميراثه، فلم يدر ما يقضى فيه، وكان له جارية اسمها خصيلة، ربما لامها في الابطاء عن الرعى وفى الشئ يجده عليها، فقال لها: يا خصيلة لقد أسرع هؤلاء القوم في غنمي، وأطالوا المكث، قالت: وما يكبر عليك من ذلك؟ اتبعه مباله وخلاك ذم، فقال لها:
" أمسى (1) خصيل بعدها أو روحي ".
وقال أعرابي لقوم يتنازعون: هل لكم في الحق أو ما هو خير من الحق؟ قيل:
وما الذي هو خير من الحق؟ قال: التحاط والهضم، فإن أخذ الحق كله مر.
وعزل عمر بن عبد العزيز بعض قضاته، فقال لم عزلتني فقال: بلغني أن كلامك أكثر من كلام الخصمين إذا تحاكما إليك.
ودخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام، فقدم خصما إلى باب القاضي في أيام عبد الملك، فقال القاضي: أما تستحي! تخاصم وأنت غلام شيخا كبيرا فقال الحق أكبر منه، فقال اسكت ويحك! قال فمن ينطق بحجتي إذا! قال ما أظنك تقول اليوم حقا حتى تقوم، فقال: لا إله إلا الله. فقام القاضي ودخل على عبد الملك وأخبره، فقال: اقض حاجته وأخرجه من الشام كي لا يفسد علينا الناس.
واختصم أعرابي وحضري إلى قاض، فقال الأعرابي: أيها القاضي، إنه وإن هملج (2) إلى الباطل، فإنه عن الحق لعطوف.
ورد رجل جاريه على رجل اشتراها منه بالحمق، فترافعا إلى إياس بن معاوية، .