على مذهب أصحاب الاختيار أن يترك الإمامة ظاهرا وباطنا لعذر يعلمه من حال نفسه أو حال رعيته.
* * * الطعن الثاني قال قاضي القضاة بعد أن ذكر قول عمر: " كانت بيعة أبى بكر فلتة " - وقد تقدم منا القول في ذلك في أول هذا الكتاب: ومما طعنوا به على (١) أبى بكر أنه قال عند موته:
ليتني كنت سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ثلاثة، فذكر في أحدها: ليتني كنت سألته: هل للأنصار في هذا الامر حق؟ قالوا، وذلك يدل على شكه في صحه بيعته، وربما قالوا: قد روى أنه قال في مرضه: ليتني كنت تركت بيت فاطمة لم أكشفه، وليتني في ظلة بنى ساعدة كنت: ضربت على [يد] (٢) أحد الرجلين فكان هو الأمير، وكنت الوزير. قالوا: وذلك يدل على ما روى من إقدامه على بيت فاطمة (عليها السلام) عند اجتماع على (عليه السلام) والزبير وغيرهما فيه، ويدل على أنه كان يرى الفضل لغيره لا لنفسه.
قال قاضي القضاة: والجواب ان قوله: " ليتني " لا يدل على الشك فيما تمناه، وقول إبراهيم (عليه السلام): ﴿رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي﴾ (3) أقوى من ذلك في الشبهة. ثم حمل تمنيه على أنه أراد سماع شئ مفصل، أو أراد: ليتني سألته عند الموت، لقرب العهد، لان ما قرب عهد لا ينسى ويكون أردع للأنصار على ما حاولوه ثم قال: على أنه ليس في ظاهره أنه تمنى أن .