خالد، وأبو بكر برئ من إثمه وما ذلك من أفعال خالد ببعيد.
* * * الطعن الرابع عشر قولهم: إنه لما استخلف قطع لنفسه على بيت المال اجره كل يوم ثلاثة دراهم، قالوا:
وذلك لا يجوز، لان مصارف أموال بيت المسلمين لم يذكر فيها اجره للامام.
والجواب أنه تعالى جعل في جملة مصرف أموال الصدقات العاملين عليها، وأبو بكر من العاملين. واعلم أن الامامية لو أنصفت لرأت أن هذا الطعن بان يكون من مناقب أبى بكر أولى من أن يكون من مساويه (1) ومثالبه، ولكن العصبية لا حيلة فيها.
* * * الطعن الخامس عشر قولهم: إنه لما استخلف صرخ مناديه في المدينة: من كان عنده شئ من كلام الله فليأتنا به، فإنا عازمون على جمع القرآن، ولا يأتنا بشئ منه إلا ومعه شاهدا عدل، قالوا: وهذا خطأ، لان القرآن قد بان بفصاحته عن فصاحة البشر، فأي حاجه إلى شاهدي عدل!
والجواب، أن المرتضى ومن تابعه من الشيعة لا يصح لهم هذا الطعن، لان القرآن عندهم ليس معجزا بفصاحته، على أن من جعل معجزته للفصاحة لم يقل: إن كل آية من القرآن هي معجزة في الفصاحة، وأبو بكر إنما طلب كل آية من القرآن لا السورة بتمامها وكمالها التي يتحقق الاعجاز من طريق الفصاحة فيها. وأيضا فإنه لو أحضر انسان آية أو آيتين ولم يكن معه شاهد، فربما تختلف العرب هل هذه في الفصاحة بالغة