وقال عروة بن أذينة:
لقد علمت وما الاشراف من خلقي * أن الذي هو رزقي سوف يأتيني (1).
والمعنى: ولا تشفق نفسه وتخاف من فوت المنافع والمرافق.
ثم قال ولا يكتفى بأدنى فهم أي لا يكون قانعا بما يخطر له بادئ الرأي من أمر الخصوم، بل يستقصى ويبحث أشد البحث.
قوله: " وأقلهم تبرما بمراجعة الخصم "، أي تضجرا، وهذه الخصلة من محاسن ما شرطه عليه السلام فان القلق والضجر والتبرم قبيح وأقبح ما يكون من القاضي.
قوله: " وأصرمهم، أي أقطعهم وأمضاهم. وازدهاه كذا، أي استخفه. والإطراء:
المدح. والإغراء: التحريض.
ثم أمره أن يتطلع على أحكامه وأقضيته، وأن يفرض له عطاء واسعا يملأ عينه، ويتعفف به عن المرافق والرشوات، وأن يكون قريب المكان منه، كثير الاختصاص به ليمنع قربه من سعاية الرجال به وتقبيحهم ذكره عنده. ثم قال: " إن هذا الدين قد كان أسيرا "، هذه إشارة إلى قضاة عثمان وحكامه، وأنهم لم يكونوا يقضون بالحق عنده بل بالهوى لطلب الدنيا.
وأما أصحابنا فيقولون: رحم الله عثمان! فإنه كان ضعيفا، واستولى عليه أهله، قطعوا الأمور دونه، فإثمهم عليهم وعثمان برئ منهم.
* * * .