فبكى أهلك لجزعك، وعزلت عنه فكرهت العزل وجزعت فبكى أهلك لجزعك. قال:
صدقت.
أتى ابن شبرمة بقوم يشهدون على قراح (1) نخل فشهدوا - وكانوا عدولا - فامتحنهم فقال: كم في القراح (1) من نخله؟ قالوا: لا نعلم، فرد شهادتهم، فقال له أحدهم: أنت أيها القاضي تقضى في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة، فأعلمنا كم فيه من أسطوانة؟ فسكت وأجازهم.
خرج شريك وهو على قضاء الكوفة يتلقى الخيزران، وقد أقبلت تريد الحج، وقد كان استقضى وهو كاره، فأتى شاهى (2)، فأقام بها ثلاثا، فلم تواف، فخف زاده وما كان معه، فجعل يبله بالماء ويأكله بالملح، فقال العلاء بن المنهال الغنوي:
فإن كان الذي قد قلت حقا * بأن قد أكرهوك على القضاء (2) فما لك موضعا في كل يوم * تلقى من يحج من النساء مقيما في قرى شاهى ثلاثا * بلا زاد سوى كسر وماء!
وتقدمت كلثم بنت سريع مولى عمرو بن حريث - وكانت جميلة - وأخوها الوليد بن سريع إلى عبد الملك بن عمير، وهو قاض بالكوفة، فقضى لها على أخيها، فقال هذيل الأشجعي:
أتاه وليد بالشهود يسوقهم * على ما ادعى من صامت المال والخول وجاءت إليه كلثم وكلامها * شفاء من الداء المخامر والخبل فأدلى وليد عند ذاك بحقه * وكان وليد ذا مراء وذا جدل فدلهت القبطي حتى قضى لها * بغير قضاء الله في محكم الطول .