عون المعبود - العظيم آبادي - ج ١١ - الصفحة ٩٦
رواية الشيخين ومعناه أنه كان يسترخي أحد جانبي إزاره إذا تحرك يمشي أو غيره بغير اختياره فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي لأنه كلما كاد يسترخي شده (قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك (لست ممن يفعله خيلاء) قال القاري: المعنى أن استرخاءه من غير قصد لا يضر لا سيما ممن لا يكون من شيمته الخيلاء ولكن الأفضل هو المتابعة وبه يظهر أن سبب الحرمة في جر الإزار هو الخيلاء كما هو مقيد في الشرطية من الحديث المصدر به انتهى.
والحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم: " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار كما سيأتي. وظاهر الحديث أن الإسبال محرم على الرجال والنساء لما في صيغة من في قوله من جر من العموم ولكنه قد أجمع المسلمون على جواز الإسبال للنساء كما صرح بذلك ابن رسلان في شرح السنن. وظاهر التقييد بقوله خيلاء يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد. قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجار لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أنه مذموم وقال النووي لا يجوز الإسبال تحت الكعبين إن كان للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه.
قال ابن العربي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ويقول لا أجره خيلاء لأن النهي قد تناوله لفظا ولا يجوز تناوله لفظا أن يخالفه إذ صار حكمه أن يقول لا أمتثله لأن تلك العلة ليست في فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالة ذيله دالة على تكبره انتهى. وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصده اللابس. ويدل على عدم اعتبار التقييد بالخيلاء قوله صلى الله عليه وسلم: " إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة " كما سبق في حديث جابر بن سليم وحديث أبي أمامة قال: " بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحلقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل فجعل رسول الله صلى عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله عز وجل ويقول عبدك وابن عبدك وأمتك حتى سمعها عمرو فقال يا رسول الله إني أحمش الساقين، فقال يا عمرو إن الله تعالى أحسن كل شئ خلقه يا عمرو إن الله لا يحب المسبل " أخرجه الطبراني ورجاله ثقات. قال الشوكاني في النيل إن قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر " إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء " تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء وأن الإسبال قد يكون للخيلاء وقد يكون لغيره، فلا بد من حمل قوله فإنها من المخيلة في حديث جابر بن سليم على أنه خرج مخرج الغالب، فيكون الوعيد المذكور في حديث ابن عمر متوجها إلى من فعل ذلك اختيالا. والقول بأن كل إسبال من المخيلة أخذا بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله، ويرده ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لما عرفت، وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين قال وأما حديث أبي أمامة فغاية ما فيه التصريح بأن الله لا يحب المسبل وحديث ابن عمر مقيد
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 أول كتاب الحروف والقراءات 3
2 آخر كتاب الحروف والقراءات 28
3 أول كتاب الحمام 31
4 باب النهي عن التعري 34
5 باب في التعري 38
6 آخر كتاب الحمام 41
7 أول كتاب اللباس 43
8 باب ما يدعي لمن لبس ثوبا جديدا 45
9 باب ما جاء في القميص 47
10 باب ما جاء في الأقبية 49
11 باب لبس الشهرة 50
12 باب في لبس الصوف والشعر 53
13 باب لبس المرقع 54
14 باب لباس الغليظ 55
15 باب ما جاء في الخز 56
16 باب ما جاء في لبس الحرير 60
17 باب من كرهه 62
18 باب الرخصة في العلم وخيط الحرير 69
19 باب في لبس الحرير لعذر 72
20 باب في لبس الحرير للنساء 72
21 باب في البياض 75
22 باب في الخلقان وفي غسل الثوب 76
23 (باب في غسل الثوب وفي الخلقان) 76
24 باب في المصبوغ بالصفرة 77
25 باب في الخضرة 78
26 باب في الحمرة 79
27 باب في الرخصة في ذلك 84
28 باب في السواد 86
29 باب في الهدب 86
30 باب في العمائم 87
31 باب في لبسة الصماء 89
32 باب في حل الإزرار 91
33 باب في التقنع 92
34 باب ما جاء في إسبال الإزار 93
35 باب ما جاء في الكبر 101
36 باب في قدر موضع الإزار 103
37 باب في لباس النساء 105
38 باب في قوله (يدنين عليهن من جلابيبهن 106
39 باب في قوله تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن 107
40 باب فيما تبدي المرأة من زينتها 108
41 باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته 109
42 باب في قوله تعالى (غير أولى الإربة) 111
43 باب في قوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) 113
44 باب كيف الاختمار 116
45 باب في لبس القباطي للنساء 117
46 باب في قدر الذيل 118
47 باب في أهب الميتة 119
48 باب من روى أن لا يستنفع بإهاب الميتة 123
49 باب في جلود النمور والسباع 126
50 باب في الانتعال (النعال) 130
51 باب في الفرش 134
52 باب في اتخاذ الستور 137
53 باب ما جاء في الصليب في الثوب 138
54 باب في الصور 138
55 آخر كتاب اللباس 143
56 أول كتاب الترجل 144
57 باب في استحباب الطيب 147
58 باب في اصلاح الشعر 147
59 باب في الخضاب للنساء 148
60 باب في صلة الشعر 149
61 باب في رد الطيب 153
62 باب في طيب المرأة للخروج 153
63 (باب ما جاء في المرأة تطيب للخروج) 153
64 باب في الخلوق للرجال 155
65 ما ما جاء في الشعر 159
66 باب ما جاء في الفرق 161
67 باب في تطويل الجمة 163
68 باب في الرجل يضفر (يعقص) شعره 164
69 باب في حلق الرأس 166
70 باب في الصبي له ذؤابة (باب في الذؤابة) 168
71 باب ما جاء في الرخصة 171
72 باب في اخذ الشارب 172
73 باب في نتف الشيب 177
74 باب في الخضاب 178
75 باب في خضاب السواد 179
76 باب في الانتفاع بالعاج 180
77 آخر كتاب الترجل 183
78 أول كتاب الخاتم 183
79 باب في اتخاذ الخاتم 183
80 باب ما جاء في ترك الخاتم 186
81 باب ما جاء في خاتم الذهب 187
82 باب ما جاء في الحديد 189
83 باب ما جاء في التختم في اليمين أو اليسار 193
84 باب ما جاء في الجلال 196
85 باب ما جاء في ربط الأسنان بالذهب 197
86 باب ما جاء في الذهب للنساء 198
87 آخر كتاب الخاتم 203
88 أول كتاب الفتن والملاحم 204
89 باب ذكر الفتن ودلائلها 204
90 باب النهي عن السعي في الفتنة 224
91 باب في كف اللسان 232
92 باب الرخصة في التبدي في الفتنة 234
93 باب النهي عن القتال في الفتنة 235
94 باب في تعظيم قتل المؤمن 236
95 ما يرجى في القتل 240
96 آخر كتاب الفتن 241
97 أول كتاب المهدي 243
98 اخر كتاب المهدي 258
99 أول كتاب الملاحم 259
100 باب ما يذكر في قرن المائة 259
101 باب ما يذكر من ملاحم الروم 267
102 باب في امارات الملاحم 269
103 باب في تواتر الملاحم 271
104 باب في تداعي الأمم على الاسلام 272
105 باب في العقل من الملاحم 273
106 باب ارتفاع الفتنة في الملاحم 274
107 باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة 275
108 باب في قتال ذكر البصرة 276
109 باب في ذكر الحبشة 281
110 باب امارات الساعة 284
111 باب حسر الفرات عن كنز 294
112 باب خروج الدجال 295
113 باب في خبر الجساسة 315
114 باب خبر ابن الصائد (الصياد) 321
115 باب الامر والنهي 327
116 باب قيام الساعة 337
117 آخر كتاب الملاحم 341