ونظره تعالى لعباده رحمته ولطفه بهم (ولا يزكيهم) أي لا يطهرهم من دنس ذنوبهم (أليم) أي مؤلم (قد خابوا) أي حرموا من الخير (وخسروا) أي أنفسهم وأهليهم (المسبل) أي إزاره عن كعبيه كبرا واختيالا (والمنان) أي الذي إذا أعطى من، وقيل الذي إذا كال أو وزن نقص (والمنفق) قال القاري بالتشديد في أصولنا.
وقال الطيبي رحمه الله بالتخفيف أي المروج (بالحلف) بكسر اللام وإسكانها قاله النووي (الكاذب أو الفاجر) شك من الراوي والمراد من الفاجر الكاذب وفي الحديث دلالة على أن الإسبال من أشد الذنوب.
قال المنذري: وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
(بهذا) أي بهذا الحديث المذكور (والأول) أي الحديث الأول المذكور (قال) أي سليمان بن مسهر (المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منه) قال الخطابي في المعالم: المنان يتأول على وجهين:
أحدهما من المنة وهي إن وقعت الصدقة أبطلت الأجر وإن كانت في المعروف كدرت الصنيعة وأفسدتها.
والوجه الآخر أن يراد بالمن النقص يريد النقص من الحق والخيانة في الوزن والكيل ونحوهما ومن هذا قال الله سبحانه * (وإن لك لأجرا غير ممنون) * أي غير منقوص، قالوا ومن ذلك يسمى الموت منونا لأنه ينقص الأعداد ويقطع الأعمار انتهى.
(وكان رجلا متوحدا) أي منفردا عن الناس معتزلا عن الناس منهم (إنما هو) أي شغله (صلاة فإذا