(قتلاها) جمع قتيل والضمير للفتنة (كلهم في النار) قال القاضي رحمه الله المراد بقتلاها من قتل في تلك الفتنة وإنما هم من أهل النار لأنهم ما قصدوا بتلك المقاتلة والخروج إليها إعلاء دين أو دفع ظالم أو إعانة محق، وإنما كان قصدهم التباغي والتشاجر طمعا في المال والملك كذا في المرقاة (أيام الهرج) بفتح فسكون الفتنة (وتكون حلسا من أحلاس بيتك) أحلاس البيوت ما يبسط تحت حر الثياب فلا تزال ملقاة تحتها، وقيل الحلس هو الكساء على ظهر البعير تحت القتب والبرذعة شبهها به للزومها ودوامها، والمعنى ألزموا بيوتكم والتزموا سكوتكم كيلا تقعوا في الفتنة التي بها دينكم يفوتكم (فلما قتل) قائله هو وابصة (طار قلبي مطاره) أي مال إلى ذلك جهة يهواها وتعلق بها، والمطار محمد موضع الطيران كذا في المجمع (خريم) بالتصغير.
قال المنذري: في إسناده القاسم بن غزوان وهو شبه مجهول، وفيه أيضا شهاب بن خراش أبو الصلت الجرشي، قال ابن مبارك ثقة، وقال الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي لا بأس به، وقال ابن حبان كان رجلا صالحا وكان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به عند الاعتبار، وقال ابن عدي وفي بعض رواياته ما ينكر عليه انتهى كلام المنذري.
(محمد بن جحادة) بضم الجيم وتخفيف المهملة ثقة من الخامسة (إن بين يدي الساعة) أي قدامها من أشراطها (فتنا) أي فتنا عظاما ومحنا جساما (كقطع الليل المظلم) بكسر القاف وفتح الطاء ويسكن أي كل فتنة كقطعة من الليل المظلم في شدتها وظلمتها وعدم تبين أمرها.
قال الطيبي رحمه الله: يريد بذلك التباسها وفظاعتها وشيوعها واستمرارها (فيها) أي في تلك الفتن (ويصبح كافرا) الظاهر أن المراد بالإصباح والإمساء تقلب الناس فيها وقت دون وقت لا بخصوص الزمانين فكأنه كناية عن تردد أحوالهم وتذبذب أقوالهم وتنوع أفعالهم من