الإسرائيلي الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أتى تمام المائة إلى الراهب فقال لا توبة لك فقتله فأكمل به مائة، ثم جاء آخر فقال له ومن يحول بينك وبين التوبة الحديث. وإذا ثبت ذلك لمن قبل هذه الأمة فمثله لهم أولى لما خفف عنهم من الأثقال التي كانت على من قبلهم فاعتبط وفي بعض النسخ الموجودة فاغتبط بالغين المعجمة. قال العزيزي بعين مهملة أي قتله ظلما لا عن قصاص، وقيل بمعجمة من الغبطة الفرح لأن القاتل يفرح بقتل عدوه انتهى.
وقال الخطابي: يريد أن قتله ظلما لا عن قصاص، يقال عبطت الناقة: واعتبطها إذا نحرتها من غير داء ولا آفة يكون بها. وقال في النهاية هكذا جاء الحديث في سنن أبي داود، ثم جاء في آخر الحديث قال خالد بن دهقان وهو راوي الحديث سألت يحيى بن يحيى عن قوله اعتبط بقتله قال الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى فلا يستغفر الله.
قال وهذا التفسير يدل على أنه من الغبطة بالغين المعجمة وهي الفرح والسرور وحسن الحال لأن القاتل يفرح بقتل خصمه، فإذا كان المقتول مؤمنا وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد. قال وشرحه الخطابي على أنه من العين المهملة ولم يذكر قول خالد ولا تفسير يحيى (صرفا ولا عدلا) قال العلقمي: أي نافلة ولا فريضة وقيل غير ذلك (معنقا) بصيغة اسم الفاعل من الإعناق أي خفيف الظهر سريع السير. قال الخطابي يريد خفيف الظهر يعنق مشيه أي يسير سير العنق، والعنق ضرب من السير وسيع، يقال أعنق الرجل في سيره فهو معنق، وقال في النهاية أي مسرعا في طاعته منبسطا في عمله، وقيل أراد يوم القيامة انتهى (بلح) بموحدة وتشديد اللام وحاء مهملة أي أعيى وانقطع قاله الخطابي. وقال في النهاية: يقال بلح الرجل إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرك وقد أبلحه الله السير فانقطع به يريد وقوعه في الهلاك بإصابة الدم الحرام وقد يخفف اللام كذا في مرقاة الصعود.
(عن قوله اعتبط بقتله) بالعين المهملة وفي بعض النسخ بالغين المعجمة (قال) أي